أحمد بن عمران ، نا موسى التّستري ، نا خليفة العصفري (١) ، نا معاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، قال : لما ولي عمر قال : لأنزعن خالدا حتى يعلم أن الله إنما ينصر دينه.
قال : ونا خليفة (٢) ، نا علي وموسى عن حمّاد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة : إني قد استعملتك وعزلت خالدا.
قال خليفة (٣) : وعزل يعني ـ عمر (٤) ـ خالد بن الوليد حين ولي وولّى أبا عبيدة بن الجرّاح ، فولّى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها ، وشرحبيل بن حسنة على الأردن ، وخالد بن الوليد على دمشق ، وحبيب بن مسلمة على حمص.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ، قالا : أنا محمّد بن أحمد ، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن مسلمة ، عن مالك بن أنس ، قال : قال عمر بن الخطاب لأبي بكر الصّدّيق : اكتب إلى خالد بن الوليد أن لا يعطي شاة ولا بعيرا إلّا بأمرك ، قال : فكتب أبو بكر بذلك ، قال : فكتب إليه خالد بن الوليد : إمّا أن تدعني وعملي وإلّا فشأنك بعملك ، فأشار عليه عمر فعزله ، فقال أبو بكر من يجزي عن جزاة خالد؟ قال عمر : أنا ، قال : فأنت.
قال مالك : قال زيد بن أسلم : فتجهّز عمر حتى أنيخت الظهر في الدار ، وحضر الخروج فمشى أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم إلى أبي بكر فقالوا : ما شأنك تخرج عمر من المدينة وأنت إليه محتاج ، وعزلت خالدا وقد كفاك؟ قال : فما أصنع؟ قالوا : تعزم على عمر فيجلس وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله ، ففعل. فلما ولي عمر كتب إلى خالد تعرض تعطي شاة ولا بعيرا إلّا بأمري ، قال : فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر ، فقال عمر : ما صدقت الله ان كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه فعزله ، وكان يدعوه إلى أن يستعمله فيأبى إلّا أن يخليه بعمل ما شاء فيأبى عمر (٥).
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٢٢ تحت عنوان : خلافة عمر بن الخطاب رضياللهعنه.
(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٢٢ تحت عنوان : خلافة عمر بن الخطاب رضياللهعنه.
(٣) المصدر نفسه ص ١٥٥.
(٤) عن هامش الأصل.
(٥) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٥٧ ـ ٣١٥٨.