قال : فحدّثني محمّد بن مسلمة ، عن مالك بن أنس قال : مرّ أهل العراق يتراجزون :
إذ رأيت خالدا تخفّفا |
|
وكان بين الأعجمين منصفا |
وهبت الريح شمالا حرجفا |
|
فود بعض القوم لو تخلفا |
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة الدمشقي ، حدّثني دحيم ، نا ابن أبي فديك ، أنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : قال عمر لأبي بكر الصّدّيق : تدع خالد بن الوليد بالشام ينفق مال الله ، قال : فلما توفي أبو بكر قال : سمعت عمر حين توفي أبو بكر يقول : كذبت الله إن كنت أمرت أبا بكر بشيء لا أفعله بعده. فكتب إليه خالد : أمّا بعد فإنه لا حاجة لي بعملك فبعث أبا عبيدة بن الجراح قال : فحضر أبو عبيدة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي الواسطي ، أنا محمد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، أنا أبي ، حدّثني علي بن عياش ، نا حريز (١) بن عثمان ، حدّثني المشيخة أن عمر بن الخطاب لما عزل خالد بن الوليد سيف الله قام بالمدينة فاعتذر إلى الناس فقال : إني لم أعزله عن سخطة فقال رجل من بني عمه : لقد عزلت أميرا أمّره رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولقد غمدت سيفا سلّه الله ، ولقد نقضت لواء عقده رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلا عذرك الله ولا الناس ، قال : فقال له عمر : اقعد فإنك غلام مغضب في ابن عمك ، كذا قال بالمدينة وإنما كانت هذه الخطبة بالجابية.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله ، أنا محمد بن الحسن بن محمد بن يونس ، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل (٢) ، نا عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن بن الخليل ، نا محمد بن إسماعيل ، نا عبدان ، أنا عبد الله ، نا سعيد بن يزيد ، عن الحارث بن يزيد ، عن علي بن رباح ، عن ناشرة بن سمي اليزني ، قال : سمعت عمر بالجابية ، واعتذر من عزل خالد قال : وأمّرت أبا عبيدة فقال أبو عمرو بن
__________________
(١) الأصل وم «جرير» خطأ ، والصواب ما أثبت «حريز» انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٩٩.