حفص بن المغيرة : والله ما أعذرت يا عمر ، نزعت عاملا استعمله رسول الله صلىاللهعليهوسلم ووضعت لواء رفعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : إنك قريب القرابة ، حديث السن ، مغضب في ابن عمك (١).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنا محمّد (٢) بن علي بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الزعفراني (٣) ، نا محمّد بن الليث ، نا ابن عثمان ، نا عبد الله ، نا سعيد بن يزيد ، قال : سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي يحدّث عن علي بن رباح ، عن ناشرة بن سمي اليزني ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية فذكر الحديث ، وقال فيه : إني اعتذر إليكم من خالد بن الوليد إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس والشرف ، وذا اللسان فنزعته ، وأمّرت أبا عبيدة بن الجراح ، فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة : ما أعذرت يا عمر بن الخطاب ، لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأغمدت سيفا سلّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ووضعت لواء نصبه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولقد قطعت الرحم ، وحسدت ابن العم ، فقال عمر بن الخطاب : إنك قريب القرابة ، حديث السن ، مغضب في ابن عمك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ، والربيع وأبي حارثة ، قالوا : فما زال خالد على قنسرين حتى غزا غزوته التي أصاب فيها وقسم منها ما أصاب لنفسه (٤).
وعن أبي المجالد مثله (٥) ، [قالوا](٦) : وبلغ عمر أن خالدا دخل الحمام فتدلك بعد النورة بثجير (٧) عصفر معجون بخمر فكتب إليه : بلغني أنك تدلكت بخمر ، وأن الله
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٥٧.
(٢) الأصل : أنا أبو محمد.
(٣) الأصل : «الدغوني» والمثبت عن ابن العديم.
(٤) نقله ابن العديم ٧ / ٣١٥٨ ، والخبر في الطبري ط بيروت ٢ / ٤٩٠.
(٥) المصدر نفسه : حوادث سنة ١٧ ، ٢ / ٤٩١ ، ونقله ابن العديم ٧ / ٣١٥٩.
(٦) الزيادة عن الطبري.
(٧) في الطبري «ثخين» وفي مختصر ابن منظور : نحيز.
والثجير : ما عصر من العنب فجرت سلافته وبقيت عصارته ، ويقال : الثجير ثفل البسر يخلط بالتمر فينتبذ (النهاية).