فاستشارها فقالت : والله لا يحبك عمر بن الخطاب أبدا ، وما يريد (١) إلّا أن تكذب نفسك ، ثم يعزلك فقبّل رأسها ، وقال : صدقت فثبت على قوله ، فنزع أبو عبيدة عمامته ، فلم يبق إلّا نعلاه ، فقال بلال : لا يصلح هذه إلّا بهذه ، قال خالد : فو الله لا أعطيها أمير المؤمنين ، لي واحدة ولكم واحدة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف (٢) ، نا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن عبد الله بن المستورد ، عن أبيه ، عن عدي بن سهيل ، قال : كتب عمر؟؟ (٣) الأمصار إني لم أعزل خالدا عن سخطة ولا خيانة ، ولكن الناس فتنوا به ، فخشيت أن يوكّلوا إليه ويبتلوا ، فأحببت أنّ يعلموا أن الله هو الصانع ، وأن لا يكونوا بعرض فتنة.
قال (٤) : ونا سيف ، عن مبشّر ، عن سالم ، قال : ولما قدم خالد على عمر قال متمثلا :
صنعت فلم يصنع كصنعك صانع |
|
وما يصنع الأقوام فالله أصنع (٥) |
فأغرمه شيئا ثم عوّضه منه ، وكتب فيه إلى الناس بهذا الكتاب ليعذره عندهم ولينصرهم (٦).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا مسلم بن إبراهيم ، نا جويرية بن أسماء ، عن نافع ، قال : لما قدم خالد بن الوليد من الشام قدم وفي عمامته أسهم ملطّخة بالدم قد جعلها في عمامته ، فاستقبله عمر لما دخل المسجد فنزعها من عمامته ، وقال : أتدخل مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم ومعك أسهم فيها دم ، وقد جاهدت وقاتلت ، وقد جاهد المسلمون قبلك ، وقاتلوا (٧).
__________________
(١) الأصل : زيد.
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت ٢ / ٤٩٢ حوادث سنة ١٧.
(٣) بالأصل : «في» والمثبت عن الطبري.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) في الطبري : «يصنع» وقد ورد البيت بالأصل نثرا.
(٦) وليبصرهم.
(٧) الخبر نقله ابن العديم : بغية الطلب ٧ / ٣١٦٢ وباختصار في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٨٠.