أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا العباس بن محمّد ، نا الأصمعي ، عن ابن عون ، عن محمّد : أن خالد بن الوليد دخل على عمر وعلى خالد قميص جرير ، فقال له عمر : ما هذا يا خالد؟ قال : وما بأسه يا أمير المؤمنين؟ أليس قد لبسه ابن عوف ، قال : وأنت مثل ابن عوف ، ولك مثل ما لابن عوف (١)! عزمت على من في البيت إلّا أخذ كل واحد منهم طائفة مما يليه. قال : فمزّقوه حتى لم يبق منه شيء (٢).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح المصّيصي الجلي ، نا محمّد بن سفيان بن موسى ، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي ، قال : سمعت ابن المبارك ، عن حمّاد بن زيد ، نا عبد الله بن المختار ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ـ ثم شك حمّاد في أبي وائل ـ قال : لما حضرت (٣) خالد بن الوليد الوفاة قال : لقد طلبت القتل مظانّه فلم يقدّر لي إلّا أن أموت على فراشي ، وما من عملي شيء أرجأ عندي بعد لا إله إلّا الله من ليلة بتها وأنا متترس ، والسماء تهلّني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار ، ثم قال : إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله عزوجل ، فلما توفي خرج عمر على جنازته فذكر قوله ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة.
قال ابن المختار : النقع : التراب على الرأس (٤) ، واللقلقة : الصوت (٥)(٦).
__________________
(١) الخبر في ترخيص النبي صلىاللهعليهوسلم لعبد الرحمن بن عوف بلبس الحرير أخرجه البخاري في الجهاد ـ باب لبس الحرير في الحرير ، وفي اللباس : باب ما يخرص للرجال من الحرير للحكة ، ومسلم في اللباس : باب إباحة لبس الحرير للرجل ، وأبو داود : في اللباس : باب في لبس الحرير لعذر جميعهم عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٢) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٣٨٠ ـ ٣٨١ وبغية الطلب ٧ / ٣١٦١ ـ ٣١٦٢.
(٣) اللفظة مطموسة بالأصل والصواب ما أثبت عن م.
(٤) في مختصر ابن منظور ٨ / ٢٤ : النقع : مدّ الصوت بالنحيب وفي القاموس : النقع : كالمنع ، رفع الصوت ، وشق الجيب.
(٥) في المختصر : اللقلقة : حركة اللسان ، نحو الولولة ، وفي ابن العديم : الصياح ، وفي سير الأعلام : الصراخ.
(٦) الخبر في ابن العديم : بغية الطلب ٧ / ٣١٦٢ وسير الأعلام ١ / ٣٨١ والإصابة لابن حجر ١ / ٤١٤.