يغلظ عليّ وكانت غلظته عليّ وكنت أدلّ عليه بقرابة (١) فرأيته لا يبالي قريبا ، ولا لوم لائم في غير الله ، فذلك الذي أذهب ما كنت أجد عليه ، وكان يكثر عليّ عنده ، وما كان ذلك مني إلّا على النظر كنت في حرب ومكابدة ، وكنت شاهدا وكان غائبا ، فكنت أعطي على ذلك ، فخالفه ذلك من أمري ، وقد جعلت وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب.
قال : فقدم بالوصيّة على عمر فقبلها وترحم عليه ، وأنفذ ما فيها ، وتزوج عمر بعد امرأته.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، حدّثني عمر بن عثمان التيمي (٢) : حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، عن عمه موسى بن طلحة ، قال : خرجت مع أبي طلحة بن عبيد الله إلى مكّة مع عمر بن الخطاب فلما كنا بعرق الظبية (٣) نزل عمر من هذا الجانب ونزل أبي من هذا الجانب ، قال : فبينا نحن نحط عن رواحلنا أقبل راكب من المدينة حتى أهوى (٤) إلى ناحية عمر ، فما قلنا أناخ حتى إذا بعمر قد أقبل يصيح : يا أبا محمّد ، يا طلحة ، فقال أبي : ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال : هلك أبو سليمان ، هلك خالد بن الوليد ، رحمهالله ، فقال له أبي طلحة :
لأعرفنّك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زوّدتني زادا (٥)(٦) |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن
__________________
(١) مرّ قريبا أن خالد ابن خال عمر بن الخطاب.
(٢) ابن العديم : التميمي.
(٣) موضع بين مكّة والمدينة ، وهو من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة ، وقيل : هو الروحاء نفسها (معجم البلدان).
(٤) الأصل : «أهدى» والمثبت عن ابن العديم وم.
(٥) في الإصابة ١ / ٤١٥ «زادي» والبيت لعبيد بن الأبرص ، ديوانه ط بيروت ص ٦٣ برواية «زادي».
وورد البيت في الأغاني ١٩ / ٨٩ من أبيات منسوبة لأبي زكار الأعمى.
(٦) الخبر والبيت في ابن العديم : بغية الطلب ٧ / ٣١٦٤ وسير الأعلام ١ / ٣٨٢ وفيها : زادا ، كالأصل.