نبكي ما وصلت به الندامى |
|
ولا تبكي (١) فوارس كالجبال |
أولئك إن بكيت (٢) أشد فقدا |
|
من الإذهاب والعكر (٣) الجلال |
تمنى بعدهم قوم مداهم |
|
فلم يدنوا لأسباب الكمال (٤) |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، نا عمرو بن عبد الله بن عنبسة ، قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يقول : لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة ، حتى توفي أبو عبيدة ، واستخلف عياض بن غنم الفهري ، فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم ، فاعتزل (٥) خالد إلى ثغر حمص فكان فيه وحبس خيلا وسلاحا فلم يزل مقيما مرابطا بحمص حتى نزل به (٦) ، فدخل عليه أبو الدرداء عائدا له ، فقال خالد بن الوليد : إن خيلي هذه التي حبست في الثغر وسلاحي هو على ما جعلته عليه ، عدّة في سبيل الله ، وقوة يغزى عليها ، ويعلف من مالي وداري بالمدينة صدقة حبس لا يباع ولا يورّث ، وقد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية ، وهو كان أمرني بها ، ونعم العون هو على الإسلام ، والله يا أبا الدرداء ألئن مات عمر لترينّ (٧) أمورا تنكرها (٨) ، قال : قال أبو الدرداء : وأنا والله أرى ذاك ، قال خالد : قد كنت وجدت عليه في نفسي في أمور لمّا تدبّرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكلّ ما فعل ، كنت وجدت [عليه] في نفسي حيث بعث إليّ من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل ، وأخذت فرد نعل ، فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السالفة (٩) ومن شهد بدرا ، وكان
__________________
(١) ابن العديم : نبكي ما وصلت ... ولا نبكي.
(٢) الأصل : يكتب ، والمثبت عن ابن العديم وم.
(٣) العكر محركة : ما فوق خمسمائة من الإبل ، أو الستون منها ، أو ما بين الخمسين إلى المائة ، وقد تسكن الكاف (القاموس).
(٤) الخبر والشعر نقله ابن العديم ٧ / ٣١٦٣ ـ ٣١٦٤.
(٥) الذهبي في سير الأعلام : انعزل.
(٦) كذا بالأصل وابن العديم والمختصر وسير الأعلام ، ويريد نزل به المرض ، أو مرض ، وهذا ما يفهم من سياق العبارة.
(٧) الأصل وم : «لترن» والمثبت عن المختصر.
(٨) الأصل وم : ينكرها. والمثبت عن المختصر.
(٩) المختصر : السابقة.