أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا مسلم بن إبراهيم ، نا جويرية بن أسماء ، عن نافع ، قال : لما مات خالد بن الوليد لم يدع إلّا فرسه وسلاحه وغلامه ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال : يرحم الله أبا سليمان ، كان على غير ما ظنناه به.
قال : ونا ابن سعد ، أنا كثير بن هشام ، نا جعفر بن برقان ، نا يزيد بن الأصم ، قال : لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أم خالد فقال لها (٢) عمر : يا أم خالد أخالدا وأجره ترزين (٣) جميعا ، عزمت عليك أن لا تبيتي حتى تسوّد (٤) يداك من الخضاب.
قال : وأنا ابن سعيد ، أنا وكيع بن الجراح ، وأبو معاوية الضرير ، وعبد الله بن نمير ، قالوا : أنا الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، قال : لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة في دار خالد يبكين عليه قال : فقيل لعمر : إنهن قد اجتمعن في دار خالد وهن خلقاء أن يسمعنك بعض ما تكره ، فأرسل إليهن فانهاهن ، فقال عمر : وما عليهن أن يرقن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة (٥).
قال وكيع : النقع : الشقّ ، واللقلقة : الصوت (٦).
قال : وأنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن عبد الله ، نا ابن أبي سبرة ، عن عبد الله بن عكرمة ، قال : عجبا لقول الناس أن عمر بن الخطاب نهى عن النوح ، لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة ، ومعه نساء بني المغيرة سبعا (٧) يشققن الجيوب ويضربن الوجوه (٨) ، وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت ، ما ينهاهنّ عمر (٩).
__________________
(١) الخبر في طبقات ابن سعد ٧ / ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٣٨٣ وابن العديم ٧ / ٣١٦٩.
(٢) بالأصل وم : له.
(٣) ابن العديم : «تؤثرين» وفي المختصر : «ترزئين» وهو الأظهر.
(٤) ابن العديم : تسوّدي يديك.
(٥) الأصل : «قلقلة» والصواب ما أثبت عن م.
(٦) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣١٧٠.
(٧) المصدر نفسه وفيه : شيعا.
(٨) ابن العديم : الخدود.
(٩) بغية الطلب : ٧ / ٣١٧٠.