عَلَيْهِ أَجْراً. قالَ : هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ)(١) فأخذ موسى بطرف ثوبه قال : حدّثني فقال : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ)(٢)(وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)(٣) فإذا مر عليها فرآها منخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشب فانتفعوا بها ، (وَأَمَّا الْغُلامُ)(٤) فإنه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقي عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا وكفرا فأراد ربك أن يبدلهما (خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً)(٥) فوقع أبوه على أمّه فتلقت فولدت خيرا منه زكاة وأقرب رحما ، (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما)(٦) إلى قوله : (ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً)(٧) [٣٩٨٧].
رواه مسلم (٨) عن عبد بن حميد ، ورواه الحكم بن عتيبة ، وعبد الله بن عبيد ، عن سعيد بن جبير ، فلم يذكرا بباقي إسناده.
فأما حديث الحكم :
فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا عبد الرّحمن بن الحسن ، نا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، أنا أحمد بن عبد الرّحمن ، نا عمي عبد الله بن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن بن عمارة ، عن الحكم بن عتيبة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بينما موسى عليهالسلام يذكر بني إسرائيل إذ حدّث نفسه أنه ليس أحد من الناس أعلم منه ، فأوحى الله إليه أني قد علمت ما حدّثت به نفسك ، وان من عبادي رجلا أعلم منك يكون على ساحل البحر ، فائته فتعلم منه ، واعلم انه الدال لك على مكانه زادك الذي تزود فأين ما فقدته فهناك مكانه ، ثم خرج موسى وفتاه حملا جميعا حوتا مالحا في مكتل وخرجا يمشيان ، لا يجدان لغوبا ولا عنتا حتى انتهيا إلى العين التي كان يشرب منها الخضر ، فمضى موسى وجلس فتاه منها فوثب الحوت من
__________________
(١) سورة الكهف ، الآيتان : ٧٧ ـ ٧٨.
(٢) سورة الكهف ، الآية : ٧٩.
(٣) سورة الكهف ، الآية : ٧٩.
(٤) سورة الكهف ، الآية : ٨٠.
(٥) سورة الكهف ، الآية : ٨١.
(٦) سورة الكهف ، الآية : ٨٢.
(٧) سورة الكهف ، الآية : ٨٢.
(٨) صحيح مسلم كتاب الفضائل ٧ / ١٠٣ ـ ١٠٥.