حبيب الحارثي ، عن سعيد بن سعيد (١) ، عن أبي طيبة (٢) ، عن كرز بن وبرة ، قال : أتاني أخ لي من أهل الشام فقال لي : يا كرز اقبل مني هذه الهدية فإن إبراهيم التميمي (٣) حدّثني قال : كنت جالسا في فناء الكعبة أسبّح وأهلل فجاءني رجل فسلّم عليّ وجلس عن يميني ، فلم أر رجلا أحسن منه وجها ولا أطيب منه ريحا ، فقلت له : من أنت رحمك الله؟ فقال : أنا أخوك الخضر جئتك لأسلم عليك وأعرفك [أن] من قرأ عند طلوع الشمس وانبساطها (الْحَمْدُ) سبع مرات و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) سبع مرات و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) سبع مرات و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) سبع مرات و (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) سبع مرات ، وآية الكرسي سبع مرات ، وقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، وصلّى على النبي صلىاللهعليهوسلم سبع مرات ، واستغفر لنفسه ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات سبع مرات حاز من الأجر ما لا يصفه الواصفون. فقلت للخضر : علّمني شيئا إن عملته رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في منامي فقال : أفعل إن شاء الله ، إذا أنت صلّيت المغرب فواصل الصلاة إلى عشاء الآخرة ، ولا تكلم أحدا وسلّم من كل ركعتين ، واقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن ، فإذا انصرفت إلى منزلك فصلّ فيه ركعتين خفيفتين ثم ارفع يديك إلى ربك وقل : يا حيّ يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا إله الأولين والآخرين ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، يا رب يا رب يا رب ، يا الله يا الله يا الله ، صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ؛ وافعل ذلك وأنت مستقبل القبلة ، ومن على شقك الأيمن حتى تغرق في نومك وأنت تصلّي على النبي صلىاللهعليهوسلم قال : ففعلت ذلك فذهب عني النوم من شدة الفرح فأصبحت على تلك الحال حتى صلّيت الضحى ثم وضعت رأسي فذهب بي النوم فأتاني النبي صلىاللهعليهوسلم فأخذ بيدي وأجلسني فقلت له : يا رسول الله إن الخضر عليهالسلام أخبرني بكذا وكذا ، فقال : صدق الخضر ، قالها ثلاثا وكل ما يحكيه الخضر فهو حقّ ، وهو عالم أهل الأرض ورأس الأبدال ، وهو من جنود الله في الأرض (٤).
أخبرنا أبو عبد الله [محمّد بن الفضل] الفراوي ، أنا أبو عثمان الصّابوني ، أنا
__________________
(١) ابن العديم : «سعد بن سعد» وفي الإصابة : سعد بن سعيد.
(٢) ابن العديم والإصابة : أبي ظبية.
(٣) ابن العديم والإصابة : التيمي.
(٤) الخبر نقله ابن العديم ٧ / ٣٣٠٤ ـ ٣٣٠٥ وابن حجر في الإصابة ١ / ٤٤٩.