زاهر بن أحمد ، أنا أبو عمرو بن السّماك ، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد ، نا أحمد بن إبراهيم (١) ، نا محرز بن حيّان ، عن سفيان بن عيينة قال : رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه ، حسن الثياب ، منيفا على الناس ، قال : فقلت في نفسي : ينبغي أن يكون عند هذا علم ، قال : فأتيته ، فقلت : تعلّمنا شيئا ، لعلّ شيئا ، قال : فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه ، قال : فأتى المقام ، فصلى خلفه ركعتين خفّف فيهما ثم قال : أتدرون ما ذا قال ربّكم؟ قال : قلنا : وما ذا قال ربّنا؟ قال : أنا الملك الذي لا أزول فهلمّوا إليّ أجعلكم ملوكا لا تزولون ، ثم قال : أتدرون ما ذا قال ربكم؟ قال : قلنا : ما ذا قال ربّنا؟ قال : أنا الملك الحي الذي لا أموت ، فهلموا إليّ أجعلكم أحياء لا تموتون ، ثم قال : أتدرون ما ذا قال ربكم؟ قال : قلنا : ما ذا قال ربنا؟ قال : أنا الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون ، يعني فهلموا إليّ أجعلكم إذا أردتم أمرا قلتم (٢) له كن فيكون.
قال ابن عيينة : فذكرته لسفيان الثوري ، فقال : أمّا أنا فعندي أنه كان ذاك الخضر عليهالسلام ، ولكن لم يعقله (٣).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (٤) ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبّابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو نصر التّمّار ، نا مسكين أبو فاطمة ، عن مورع بن موسى ، عن عمرو (٥) بن قيس الملائي ، قال : بينما أنا أطوف بالكعبة إذا أنا برجل بارز من الناس وهو يقول : من أتى الجمعة فصلّى قبل الإمام وصلّى بعد الإمام كتب من العابدين ، ومن أتى الجمعة فلم يصلّ قبل الإمام ولا بعد الإمام كتب من الغابرين ، ثم ذهب فلم أره ، فخرجت من الصّفا أطلبه بأبطح مكّة ، فاحتبست عن أصحابي ، فسألوني ، فأخبرتهم ، قالوا : الخضر؟ قلت : الخضر صلىاللهعليهوسلم (٦).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب ، أنا رشأ بن نظيف المعدّل ، أنا
__________________
(١) في بغية الطلب : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم.
(٢) بالأصل : «قلت» والمثبت عن ابن العديم.
(٣) الخبر نقله من هذه الطريق ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٣٠٧ وباختلاف الطريق عن سفيان بن عيينة في الإصابة ١ / ٤٤٦.
(٤) الأصل : المزرقي بالقاف ، والصواب ما أثبت عن م.
(٥) الأصل : «عمر» والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٦ / ٢٥٠.
(٦) نقله ابن العديم ٧ / ٣٣٠٨.