المدينة ، مدينة قسطنطينية (١) ، فإذا قاصّ يقول : من عمل عملا من أول النهار [عرض](٢) على معارفه إذا أمسى من أهل الآخرة ، من عمل عملا من آخر النهار عرض على معارفه إذا أصبح من أهل الآخرة فقال له أبو أيوب : انظر ما تقول ، قال : والله إن ذلك لكذلك ، فقال : اللهم لا تفضحني عند عبادة بن الصامت ، ولا عند سعد بن عبادة فيما عملت بعدهما ، قال القاصّ : والله ما كتب الله ولايته لعبد إلّا ستر عليه عورته وأثنى عليه بأحسن عمله.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن سلام الجمحي ، قال : جاءت عمر حلل من اليمن ، فأعطى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو أيوب الأنصاري غائب فرفع له حلة وأخذ لنفسه حلة ، فقدم أبو أيوب وحلة عمر عليه ، فقال : ما هذه الحلة؟ قالوا : حلل أتت من اليمن ، قال : جاد ما انتقطها قال : وسمعها عمر فقال : قد رفعنا لك حلة فإن شئت فهي بها ، قال : نعم فدخل عمر فلبس حلة أبي أيوب وأرسل إلى أبي أيوب بحلته فجعل أبو أيوب ينظر إليها فإذا هي أجود من حلة عمر فقال : هي لك في الإقالة ، قال : نعم وقال له زيد بن ثابت : يا أمير المؤمنين هل لك في المحمّدين قال : ومن هم؟ قال : محمّد بن حاطب ، ومحمّد بن جعفر ، ومحمّد بن أبي بكر ، قال : نعم وعند زيد أم محمّد بن حاطب جويرية إحدى بني عامر بن لؤي فقال : اعطهم فأخذ زيد أجودها حلة فأعطاها محمّد بن حاطب ، فقال عمر : أيهات أيهات وتمثل بشعر عمارة بن الوليد :
أسرك لما صرع القوم وانتشرا |
|
أن اخرج منهم سالما غير عارم |
بريئا كأني لم أكن فيهم |
|
وليس الخداع من تصافي التنادم |
[ثم] ردها فغطاها بثوب ، وقال : ادخل يدك وأنت لا تراها ، فأعطهم.
أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل ـ بنوقان ـ أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن الحسن العارف ، أنا أبو سعيد الصّيرفي ، أنا محمّد بن عبد الله الصفّار ، أنا ابن أبي الدنيا ، نا المثنى بن معاذ ، نا أبي ، عن شعبة ، عن يزيد بن
__________________
(١) الأصل : «قسطنطينة».
(٢) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م وانظر تهذيب التهذيب ٣ / ٥٠٠ ترجمة شعبة بن الحجاج.