خمير (١) ، سمع أبا زبيد (٢) يقول : دخلت أنا ونوف البكالي (٣) ورجل آخر على أبي أيوب الأنصاري ، وقد اشتكى ، فقال نوف : اللهم عافه واشفه ، قال : لا تقولوا هذا ، وقولوا : اللهم إن كان أجله عاجلا فاغفر له وارحمه ، وإن كان آجلا فعافه واشفه وآجره.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، أنا عيسى بن أحمد البلخي ، نا المقرئ ، نا ليث بن سعد الفهمي ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، قال : قال أبو أيوب الأنصاري : من أراد أن يكثر علمه وأن يعظم حلمه فليجالس غير عشيرته.
أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي ، قالا : أنا أبو القاسم يحيى بن محمّد بن أبي بشر الدّقّاق ، نا شريح بن يونس ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم ، عن أبيه ، قال (٤) : انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر ، وكان معنا رجل مزّاح فكان يقول لصاحب طعامك جزاك الله خيرا وبرا فيغضب قال : فقلنا لأبي أيوب إن معنا رجلا إذا قلنا له جزاك الله خيرا وبرا يغضب ، فقال : اقلبوه له ، فإنا كنا نتحدث أن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر ، قال : فقال له المزّاح : جزاك الله شرا وعرّا قال : فضحك ، قال : ما تدع مزاحك ، قال : فقال الرجل جزاك الله أبا أيوب خيرا.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا محمّد بن علي السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (٥) في تسمية عمال علي على المدينة : وعلى المدينة حين سار إلى البصرة سهل بن حنيف ، ثم عزله وولّى تمام بن العباس ، ثم عزله وولّى أبا (٦) أيوب الأنصاري ، فشخص أبو أيوب واستخلف رجلا من الأنصار حتى قتل علي.
__________________
(١) غير واضحة بالأصل وم والمثبت عن تهذيب التهذيب ٣ / ٥٠٠ ترجمة شعبة بن الحجاج.
(٢) الأصل : «زيد» والمثبت عن م.
(٣) الأصل : البكال ، والصواب عن م ففي تقريب التهذيب : نوف بفتح النون وسكون الواو ، البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف.
(٤) سير الأعلام ٢ / ٤٠٩.
(٥) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٠١.
(٦) بالأصل : أبو.