شيء ، قال لكم؟ قال : «اصبروا» قال : فاصبروا قال : فقال : والله لا أسألك شيئا أبدا ، وقدم البصرة فنزل على ابن عباس ففرغ له بيته فقال : لأصنعن بك كما صنعت برسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : كم عليك من الدين؟ قال : عشرون ألفا قال : فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا ، وقال : لك ما في البيت كله ـ وقال الرّوياني : ما في بيتك كله ـ واللفظ لابن الأعرابي [٣٨٥١].
أنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا أبو كريب ، نا فردوس بن الأشعري ، نا مسعود بن سليمان ، نا حبيب بن أبي ثابت ، عن محمّد بن علي بن عبد الله ، عن ابن عباس : أن أبا أيوب بن زيد الأنصاري الذي كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم نزل عليه حين هاجر إلى المدينة ، غزا أرض الروم فمر على معاوية فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته ، فمر عليه فجفاه ولم يرفع به رأسا فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة ، وقد أمّره عليّ عليها ، فقال : يا أبا أيوب إني أريد أن أخرج عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار ، فلما كان انطلاقه قال : حاجتك؟ قال : حاجتي عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضي ، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات ، فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر أحمد بن علي ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عبيد الله بن معاذ ، نا أبي ، نا ابن عون ، نا عمر بن كثير بن أفلح ، قال : قدم أبو أيوب على معاوية فأجلسه معه على السرير فجعل معاوية يتحدث ويقول : فعلنا وفعلنا وأهل الشام حوله فالتفت إلي أبي أيوب [وقال](١) : من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا وكذا؟ قال أبو أيوب : أنا قتلته إذا أنت وأبوك على الجمل الأحمر معكما لواء الكفر ، قال : فنكس (٢) معاوية وتشمّر أهل الشام لأبي أيوب ، وقالوا وتنمروا فرفع معاوية رأسه وقال : مه مه
__________________
(١) زيادة لازمة ، للإيضاح.
(٢) في سير الأعلام : فنكس معاوية ، وتنمر أهل الشام وتكلموا.