وإلّا فلعمري ما عن هذا سألناك ولا هذا أردنا منك (١).
قال : وأنا ابن عون ، حدّثني محمّد بن سيرين مثل هذا الحديث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد (٢) بن أحمد ، نا أبو الحسن اللبناني ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى ، نا معاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، عن عمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب ، قال : قدم أبو أيوب على معاوية فأجلسه على السّرير فجلس معاوية يتحدث وعنده أهل الشام فجعل يقول : فعلنا وفعلنا ، ثم التفت إلى أبي أيوب فقال : من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم كذا وكذا؟ قال أبو أيوب : أنا قتلته ، إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر ، معكما لواء الكفر ، قال : فنكس معاوية وتنمر (٣) أهل الشام لأبي أيوب ، وقالوا : فرفع معاوية رأسه وقال : مه ، ولعمري ما عن هذا سألناك ، ولا هذا أردنا منك.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، حدّثني المسيّب بن واضح ، نا أبو إسحاق الفزاري ، عن إبراهيم بن كثير قال : سمعت عمارة بن غزيّة يقول : دخل أبو أيوب على معاوية فقال : صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يا معشر الأنصار إنكم سترون بعدي أثرة (٤) ، فعليكم بالصبر (٥)» ، فبلغت معاوية ، فقال : صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنا أول من صدّقه ، فقال أبو أيوب : أجراءة على الله وعلى رسوله ، لا أكلّمه أبدا ، ولا يأويني وإياه سقف بيت ، ثم خرج من فوره ذلك في الصائفة (٦) ، فمرض ، فأتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو على الجيش ، فقال : هل لك من حاجة؟ أتوصيني بشيء؟ فقال : ما ازددت عنك
__________________
(١) الخبر نقله باختلاف بسيط الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤١١.
(٢) قوله : «بن محمد» ، عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
(٣) تقرأ بالأصل وم : «وتثمر» ويحتمل : «وتشمر» والمثبت عن الرواية السابقة للخبر.
(٤) الأثرة بفتح الهمزة والثاء قال ابن الأثير : الاسم من اثر يؤثر إيثارا ، إذا أعطى ، أراد أنه يستأثر عليكم فيفضّل غيركم في نصيبه من الفيء ، والاستئثار : الانفراد بالشيء (النهاية : أثر).
(٥) وفي رواية : فاصبر (النهاية ـ سير الأعلام).
(٦) سير الأعلام : إلى الغزو.