إسماعيل بن عيسى العطار ، حدّثني إسحاق بن بشر ، قال : قال ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم : أن خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم تربص ببيعته شهرين يقول : قد أمّرني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم لم يعزلني حتى قبضه الله وأتى علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، فقال : يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم ، يليه عليكم غيركم فبلغ ذلك أبا بكر وعمر ، فأما أبو بكر فلم يحفلها ، وأما عمر فأضمرها عليه ، فلما بعث أبو بكر الجنود إلى الشام فكان أول من استعمل خالد بن سعيد ، فكلّم عمر أبا بكر حتى عزله (١) ثم دعا يزيد بن أبي سفيان فعقد له ، ودعا ربيعة بن عامر من بني عامر بن لؤي فعقد له ، ثم قال له : أنت مع يزيد بن أبي سفيان لا تعصه ولا تخالفه ، وقال ليزيد : إن رأيت أن توليه ميمنتك فافعل ، فإنه من فرسان العرب وصلحاء قومه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف (٢) ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، عن مبشّر بن الفضل (٣) ، عن جبير بن صخر حارس (٤) النبي صلىاللهعليهوسلم عن أبيه قال : كان خالد بن سعيد بن العاص باليمن زمن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وتوفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بها ، وقدم بعد وفاته بشهر ، وعليه جبّة ديباج ، فلقي عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، فصاح عمر بمن يليه فقال : مزقوا عليه جبته ، أيلبس الحرير وهو في رجالنا في السلم مهجور ، فمزقوا عليه جبته ، فقال خالد : يا أبا حسن ، يا بني عبد مناف أغلبتم عليها؟ فقال علي : أمغالبة ترى أم خلافة؟ لا
__________________
(١) قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ ـ بتحقيقنا ـ ٢ / ٦٢ وكان أول لواء عقده إلى الشام لواء خالد ، ثم عزله قبل أن يسير.
قال الأزدي في فتوح الشام ص ٧ : وكان خالد بن سعيد بن العاص من عمّال رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكره الإمارة واستعفى أبا بكر ، فأعفاه.
وذهب البلاذري في فتوح البلدان ١ / ١٢٨ إلى أن : عمر كره لما عقد أبو بكر لخالد بن سعيد ، فكلم أبا بكر في عزله وقال : إنه رجل فخور يحمل أمره على المغالبة والتعصب. فعزله أبو بكر.
وأيا يكن الأمر عزل عن الإمارة وجعل ردءا للمسلمين بتيماء وأمره أبو بكر أن لا يفارقها إلا بأمره كما في ابن الأثير.
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٣٨٨ حوادث سنة ١٣.
(٣) في الطبري : فضيل.
(٤) عن الطبري ، واللفظة غير واضحة بالأصل وفي م : «خارص».