القدر عظيم الشأن ، رفيع المنزلة ، فاضل كامل أديب متبحّر في جميع العلوم » (١) وقال المحدّث البحراني في ( لؤلؤة البحرين ) : « كان فاضلاً محدثاً أخبارياً صلباً » (٢) وترجم له الخونساري في ( روضات الجنات ) فقال : « وأمره في الفضل والفهم والنبالة في الفروع والاصول والإحاطة بمراتب المعقول والمنقول وكثرة التأليف والتصنيف مع جودة التعبير والترصيف أشهر من أن يخفى في هذه الطائفة على أحد إلى منتهى الأبد » (٣).
وقد روى الفيض الكاشاني أحاديث نقصان القرآن في كتابيه ( الصافي في تفسير القرآن ) و ( الوافي ) عن كتب المحدّثين المتقدّمين كالعياشي والقمي والكليني ، فقال في ( الصافي ) بعد أن نقل وطرفاً منها : «المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهمالسلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما انزل على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم » (٤).
لكن هذا المحدّث الأخباري الصّلب ـ كما عبّر الفقيه الأخباري الشيخ يوسف البحراني ـ لم يأخذ بظواهر تلك الأحاديث ولم يسكت عنها ، بل جعل يؤوّلها في كتابيه ـ كما تقدّم نقل بعض كلماته ـ فقال في ( الوافي ) في نهاية البحث :« وقد استوفينا الكلام في هذا المعنى وفيما يتعلق
__________________
(١) جامع الرواة ٢ : ٤٢.
(٢) لؤلؤة البحرين : ١٢١.
(٣) روضات الجنات : ٥٤٢.
(٤) الصافي في تفسير القرآن ١ : ٤٤ ط لبنان.