فخذوه * وما نهاكم عنه فانتهوا ) (١). وقوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى ) (٢).
وعلى هذا ، فإنّا لما راجعنا السنّة وجدنا الأحاديث المتكثرة الدالّة بأقسامها العديدة على أنّ القرآن الكريم الموجود بين أيدينا هو ما أنزل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من غير زيادة ونقصان ، وأنه كان محفوظاً على عهده ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبقي كذلك حتى الآن ، وأنّه سيبقى على ما هو عليه إلى الأبد.
وهذه الأحاديث على أقسام وهي :
القسم الأول
أحاديث العرض على الكتاب
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة تنصّ على وجوب عرض الخبرين المتعارضين ، بل مطلق الأحاديث على القرآن الكريم ، فما وافق القرآن اخذ به وما خالفه اعرض عنه ، فلولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان ما كانت هذه القاعدة التي قرّرها الآئمّة من أهل البيت الطاهرين ، آخذين إياها من جدهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.
ومن تلك الأحاديث :
قول الإمام الصادق عليهالسلام : « خطب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنى فقال : أيها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته ،
__________________
(١) سورة الحشر ٥٩ : ٧.
(٢) سورة النجم ٥٣ : ٣.