كتبوا من ذلك خطأ لا يجوز ...
وأقول : هذا الجواب إنّما يحسن لو كانت القراءة بالياء فيها والكتابة بخلافها ، وأمّا والقراءة على مقتضى الرسم فلا.
وقد تكلّم أهل العربية عن هذه الأحرف ووجّهوها أحسن توجيه ، أمّا قول : ( إنّ هذان لساحران ) ففيه أوجه ... وأمّا قوله : ( والمقيمين الصلاة ) ففيه أيضاً أوجه ... وأمّا قوله : ( والصابئون ) ففيه أيضاً أوجه ... » (١).
فهذا ما يتعلّق بـ « كلمات الصحابة والتابعين ... ».
وأمّا الأحاديث التي رووها حول جمع القرآن ، المتضاربة فيما بينها ، والتي اعترف بعضهم كمحمد أبو زهرة بوجود روايات مدسوسة مكذوبة فيها (١) فقد يمكن الجمع بينها ، ثمّ رفع التنافي بينها وبين أدلّة عدم التحريف والبناء على أنّ القرآن مجموع في عصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبأمرٍ منه ... وإليك بيان ذلك بالتفصيل :
لقد تضاربت روايات أهل السنّة حول جمع القرآن ، وعلى ضوئها اختلفت كلمات علمائهم ... والمتحصّل من جيمعها : أنّ الجمع للقرآن كان على مراحل ثلاث ؛ الاولى : على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) الاتقان ٢ : ٣٢٠ ـ ٣٢٦.
(٢) المعجزة الكبرى : ٣٣.