٨ ـ أبوبكر ابن المنذر الإمام المجتهد.
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن النسائي الحاكم قال : وصحّحة ـ من طريق ابن أبي إدريس « عن ابيّ بن كعب أنّه كان يقرأ : « إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميّة حميّة الجاهلية ـ ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ـ فأنزل الله سكينته على رسوله » فبلغ ذلك عمر ، فاشتدّ عليه ، فدعا ناساً من أصحابه ـ فيهم زيد بن ثابت ـ فقال :
من يقرأ منكم سورة الفتح؟
فقرأ زيد على قراءتنا اليوم.
فغلّظ له عمر ، فقال : إني أتكلّم؟
فقال : تكلّم.
قال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقرؤني وأنت بالباب ، فإن أن اقرىء الناس على ما أقرأني أقرأت وإلاّ لم أقرأ حرفاً ما حييت.
قال : بل أقرئ الناس » (١).
وفي هذا الحديث : أنّ عمر بن الخطاب عندما بلغته قراءة ابيّ اشتدّ عليه ثم أغلظ له أمام ناس من الصحابة ، ولكن أبيّاً خصمه بما قال : ومعنى ذلك : أنّ تلك الزيادة قد تعلّمها من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو عندما كان يقرى الناس كان يعتقد بأنّه
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٧٩.