المهدي عليهالسلام (١).
وبعد ، فليس لأصحاب الشبهة إلاّ أن يزعموا أنّ القرآن على عهده عليهالسلام هو نفس ما جمعه الإمام أمير المؤمنين ـ كما هو ظاهر بعض الأحاديث ـ إذ القول بأنّه غيره قطعاً ، فالشبهة هذه إذاً مبتنية على الشبهة السابقة ، وهي مندفعة باندفاعها.
فالصحيح أنّ القرآن في عهده لا يختلف عن هذا القرآن الموجود من حيث الألفاظ ، وعلى ذلك علماؤنا ـ رضي الله عنهم ـ بل قد صرّح شارح « الكافي » بأنّه : « يظهر القرآن بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر ويشهر به » (٢).
إنّ التحريف قد وقع في التوراة والإنجيل ، وقد ورد في الأحاديث عن النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه : « كائن في امته ما كان في الامم السالفة » بل قال المحدّث العاملي ـ بعد أن روى طرفاً من تلك الأحاديث عن أكابر المحدّثين كالصدوق والكليني ـ « والأحاديث في ذلك كثيرة متواترة بين الشيعة والسنّة » (٣).
وقال السيد الطباطبائي : « هي متضافرة أو متواترة » (٤).
ومقتضى المماثلة المذكورة ينبئ عن وقوع التحريف في
__________________
(١) نصّ على ذلك فقهاؤنا ـ رضي الله تعالى عنهم ـ في موسوعاتهم الفقيهة في مبحث القراءة من كتاب الصلاة ، ولهم هناك بحوث طويلة.
(٢) الفصول المهمّة للسيد شرف الدين : ١٦٦.
(٣) الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : ١١١.
(٤) الميزان ١٢ : ١٢٠.