وقال بعضهم : ما رووا عن ابن مسعود من الطعن في زيد بن ثابت كلّه موضوع (١).
وأمّا ما كان من عثمان بالنسبة إلى ابن مسعود فمشهور في التاريخ ، فقد ضربه حتى كسر بعض أضلاعه ، ومنعه عطاءه ، ووقعت بينهما منافرة شديدة حتى عهد ابن مسعود إلى عمّار أن لا يصلّي عثمان عليه. وعاده عثمان في مرض الموت فقال له : ما تشتكي؟ فقال : ذنوبي. فقال : فما تشتهي؟ قال : رحمة ربي. قال : أدعو لك طبيباً؟ قال : الطيب أمرضني. قال : أفلا آمر لك بعطائك؟ قال : منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينية وأنا مستغن عنه؟ قال : يكون لولدك. قال : رزقهم على الله تعالى. قال : إستغفر لي يا أبا عبد الرحمن. قال : أسأل الله أن يأخذ لي عنك حقّي » (٢).
قلت : ما رواه الأعمش عن شقيق أخرجه مسلم والنسائي وأبو عوانة وابن أبي داود ... وسواء كان صحيحاً أو موضوعاً .. فإنّ أمر جميع ما ورد حول القرآن. مشتملاً على دور لزيد بن ثابت فيه. مريب ...
لأنّ هذا الرجل الذي كان حين قدوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة ابن إحدى عشرة سنة (٣) قد جعلوه من مؤلّفي القرآن على
__________________
(١) مباحث في علوم القرآن ، لصبحي الصالح : ٨٢.
(٢) اُسد الغابة ٣ : ٢٥٩ ، تاريخ ابن كثير ٧ : ١٦٣ ، الخميس ٢ : ٢٦٨ ، السيرة الحلبيّة ٢ : ٧٨ ، شرح النهج ١ : ٢٣٦. نقلاً عن هامش نهج الحق : ٢٩٥.
(٣) الاستيعاب ٢ : ٥٣٦.