عهد الرسول ... وأنّه على قراءة عارض جبريل القرآن مع النبي عام وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ... وأنّه الذي جمع القرآن الموجود على عهد عثمان بأمره ... وأن القرآن الموجود على حرف زيد ...!!
فإن صحّ هذا كلّه فهي « شنشنة أعرفها من أخزم ».
ولكنّ محمد بن كعب القرظي لم يذكر زيداً فيمن جمع القرآن على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
وأمّا على عهد أبي بكر فقد عرفت بطلان أحاديث الجمع على عهده ، على أنّ أبا بكر لم يصفه إلاّ بـ « إنّك رجل شابّ عاقل لا نتّهمك » وما كا فيه شيء يتقدّم به على ابن عبّاس وابن مسعود واُبَيّ بن كعب وأضرابهم من حفّاظ القرآن وقرّائه والعلماء فيه ...
مضافاً إلى أنّ قوماً من أهل السنّة عارضوا بهذا الحديث حديث أنس بن مالك أنّ زيد بن ثابت أحد الّذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قالوا : « فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأملاه من صدره وما احتاج إلى ما ذكر » (٢).
وأمّا حديث معارضة القرآن على قراءته ـ كما عن ابن قتيبة ـ فقد تكذّبه رواية وكيع وجماعة معه ، عن الأعمش عن أبي ظبيان « قال : قال لي عبدالله بن عبّاس : أيّ القراءتين تقرأ؟ قلت : القراءة الأولى قراءة ابن امّ عبد ، فقال : أجل هي الآخرة ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعرض القرآن على جبرئيل في كلّ عام مرّة ، فلمّا كان العام الذي
__________________
(١) الإتقان ١ : ٢٧٢ ، منتخب كنز العمّال ٢ : ٣٧٠.
(٢) الاستيعاب ٢ : ٥٣٨.