حيث كتب في الرقاع والعسب ... والثانية : على عهد أبي بكر ، وكان بانتساخه من العسب والرقاع وغيرها وجعله في مكان واحد ... والثالثة : على عهد عثمان ، والذي فعله ترتيبه وحمل الناس على قراءة واحدة ... هذا ما كادت تجمع عليه كلماتهم.
والجمع في عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان « حفظاً » و « كتابة » معاً ، أمّا حفظاً فإنّ الّذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كثيرون (١). وأمّا كتابةً فإنّ القرآن لم يكن كاملاً في الكتابة على عهده عند الّذين حفظوه كاملاً ، لكن كانت كتابته كاملة عند الجميع ، فهو مكتوب كلّه عند جميعهم ، وما ينقص من عند واحد يكمله ما عند الآخر ، إلاّ إنّه كان متواتراً كلّه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في عصره حفظاً (٢).
فعمد أبو بكر إلى جمعه ، إذ أمر ـ بعد يوم اليمامة ـ بجمع تلك الكتابات وجمع القرآن منها بتأليفه وتدوينه (٣).
ثمّ لمّا كثرت فيه القراءات ووقعت في لفظه الإختلافات جمع عثمان المصاحف من أصحابها ، وحمل الناس على قراءة واحدة من بينها ، وأعدم سائر المصاحف المخالفة لها.
لكنّ استخلاص هذه النتائج من تلك الأحاديث ، ودفع
__________________
(١) مباحث في علوم القرآن : ٦٥.
(٢) المعجزة الكبرى : ٢٨.
(٣) الاتقان ١ | ٦٢ ، مناهل العرفان ١ : ٢٤٢ ، إعجاز القرآن : ٢٣٦.