الحارث ، حدّثني أبو أمية العبسي ، حدثني نصر بن معاوية.
أن عبد الملك بن مروان حجّ وقد شاب رأسه ، فنظر إليه عمر بن أبي ربيعة فقال :
رأيت أبا الوليد غداة جمع |
|
به شيب وما فقد الشبابا |
ولكن تحت ذاك الشيب عزم |
|
إذا ما قال قارب أو أصابا |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، نا زكريا بن يحيى ، أنا الأصمعي ، نا عبّاد (١) بن سلم بن عثمان بن زياد ، عن أبيه ، عن جدّه قال : ركب عبد الملك بن مروان بكرا فأنشد قائده ، يقول :
يا أيها البكر الذي أراكا |
|
عليك سهل الأرض في ممشاكا |
ويحك هل تعلم من علاكا |
|
خليفة الله الذي امتطاكا |
لم يحب بكرا مثل ما حباكا |
فلما سمعه عبد الملك قال : ايها يا هناه ، قد أمرت لك بعشرة ألف.
أخبرنا [أبو العز بن كادش](٢) ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، حدثني عبيد الله بن محمّد بن جعفر الأزدي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني المفضّل بن غسان ، نا أبو مسهر الدمشقي ، نا هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني ، حدّثني (٣) أبي ، قال :
خرج عبد الملك بن مروان من الصخرة ، فأدرك سليمان بن قيس الغساني (٤) ، وابن هبيرة الكندي ، وهما يمشيان في صحن بيت المقدس ، قال : فما علما حتى وضع يده اليمنى على منكب سليمان ، ويده اليسرى على منكب ابن هبيرة ثم قال : افرجا لملك ليس كملك غسان ولا كندة ، قال : فالتفتا فإذا أمير المؤمنين ، فأرادا أن يفخرا بملكهما ، فقال : على
__________________
(١) عن م وبالأصل : «عبد».
والخبر في البداية والنهاية بتحقيقنا ٩ / ٧٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ١٤٠ وفيه : «عباد بن مسلم بن زياد» والعقد الفريد ٢ / ٢٧٤ وفيه أن الوليد بن عبد الملك كان على البعير وليس عبد الملك. وانظر الأغاني ١٦ / ١٨٣ باختلاف الألفاظ في الشطور.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف للإيضاح وتقويم السند عن م.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.
(٤) ما بين الرقمين سقط من م.