قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ، حدثني قرة بن حبيب نا عبد الواحد يعني ابن زياد عن أسلم الكوفي عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت» [٧٤٦٧].
والصواب رواية إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي عبيدة ، وإنما وهم أبو يعلى في ذكر فرقد في إسناده ، لأن فرقدا روى عن مرة بن شراحيل الطيب الهمداني عن أبي بكر نفسه حديثا غير هذا.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ، أنا أبو العباس أحمد بن عتبة نا عبد الله بن عتّاب ، نا عيسى الفاخوري ، نا ضمرة ، نا روح بن مسلمة (١) ، عن قثم العابد ، أخبرني عبد الواحد بن زيد ، قال :
هبطت داريّا فإذا أنا براهب قد حبس نفسه في بعض مقابر داريا بالقرب منها ، فراعني ، وأوحشت منه ، فقلت : أجنّيّ أنت أم أنسي؟ فقال : وكيف يتخوّف من غير الله ، أنا رجل أوبقته ذنوبه ، فهرب منها إلى ربه ، لست بجنّيّ ولكني إنسي مغرور ، فقلت : ما أنسك؟ قال : الوحش ، قلت : ما طعامك؟ قال : ثمار الأشجار ، ونبات الأرض ، قلت : أما تحن وتشتاق إلى الناس؟ قال : منهم أفر ، قلت : فعلى الإسلام أنت؟ قال : ما أعرفه ، غير أنّ المسيح أمرنا بالانفراد عند فساد الناس.
وفي غير هذه الرواية : ما أعرف غيره.
وروي من وجه آخر ، وفيه : هبطت واديا بدل داريّا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن يحيى بن عبد الرّحمن الأزدي ، نا روح بن أسلم (٢) ، نا قثم العابد ، قال : سمعت عبد الواحد بن زيد يقول :
هبطت مرة واديا في بعض أسفاري ، فإذا براهب قد حبس نفسه في بعض غيرانه (٣) ، فراعني ذلك ، فقلت : إنسي أو جنّي؟ فقال لي : وفيما الخوف من غير الله؟ أنا رجل أوبقته
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وسيأتي في الخبر التالي : روح بن أسلم.
(٢) مرّ في الخبر السابق : مسلمة.
(٣) غيران جمع غار ومغارة ومغار وهو الكهف ، أو البيت في الجبل أو المنخفض فيه ، أو الجحر يأوي إليه الوحشي ، ويجمع أيضا على أغوار (القاموس المحيط).