قال : وبعث الرشيد إلى يحيى بن خالد بن برمك أن عبد الملك بن صالح أراد الخروج عليّ ومنازعتي في الملك ، وقد علمت ذلك ، فأعلمني ما عندك فيه ، فإنّك إن صدقتني أعدتك إلى حالك الأول ، وكان يحيى في الحبس ، فقال : والله يا أمير المؤمنين ما اطلعت من عبد الملك على شيء من هذا ، ولو اطّلعت عليه لكنت صاحبه دونك لأنّ ملكك كان ملكي ، وسلطانك كان سلطاني ، والخير والشرّ كان فيه عليّ ، وكيف يجوز لعبد الملك أن يطمع في ذلك منّي ، وهل كنت إذا فعلت به ذلك لفعل بي أكثر من فعلك ، أعيذك بالله أن تظنّ بي هذا الظن ، ولكنه كان رجلا محتملا ، فسرّني أن يكون في أهلك مثله ، فوليته لما حمدت من (١) وصلت إليه لأدبه واحتماله.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢).
قال في تسمية عمال المهدي قال : ووليها ـ يعني الجزيرة ـ عبد الملك بن صالح مرتين.
قال (٣) : وأقام الصائفة ـ يعني سنة ثلاث وسبعين ـ عبد الملك بن صالح بن علي.
ولم (٤) تكن صائفة ـ يعني سنة أربع وسبعين ومائة ـ غير أن عبد الملك بن صالح وجّه ابنه عبد الرّحمن بن عبد الملك بن صالح فبلغ عقبة الرّكاب (٥) ، فأصاب سبيا وخرثيا.
وفيها (٦) ـ يعني سنة خمس وسبعين ومائة ـ غزا عبد الملك بن صالح الروم وهي غزاة أقراطية (٧) في أهل الثغور جميعا فأدرب من الصفصاف ، وأصاب سبعة عشر ألف رأس ، وقفل على درب الحدث.
ولم (٨) يكن صائفة ـ يعني سنة ست وسبعين ومائة ـ وبعث عبد الملك بن صالح إلى مخلد بن يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره أن يسير إلى دبسة (٩) حتى يأتيه عبد الرّحمن بن عبد الملك بن صالح ، فأتاها عبد الرّحمن بن عبد الملك ففتحها ، وله حديث طويل بوقعتها.
وولّى ـ يعني هارون ـ المدينة عبد الملك بن صالح بن علي ثم عزله ، وولى محمّد بن
__________________
(١) كلمة غير مقروءة بالأصل وم.
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٤١.
(٣) المصدر السابق ص ٤٤٩.
(٤) المصدر السابق ص ٤٤٩.
(٥) عقبة الركاب قرب نهاوند (معجم البلدان).
(٦) تاريخ خليفة ص ٤٤٩.
(٧) تاريخ خليفة : أقريطية.
(٨) تاريخ خليفة ص ٤٤٩.
(٩) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والمثبت عن تاريخ خليفة.