أبو محمّد بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان قال (١) :
وفيها ـ يعني سنة إحدى وخمسين ومائة ـ غزا الصائفة عبد الوهّاب بن إبراهيم بن هارون.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، حدّثني أبو عبد الملك بن الفارسي ، أخبرني ابن جابر ، عن الأوزاعي.
أن عبد الوهّاب بن إبراهيم الهاشمي خاصم امرأته في ضيعة بدمشق ، فقال لها : بيني وبينك القاضي ، قالت : إن القاضي يقضي لك ، قال : فأرضى برجل يحكم بيني وبينك ، قالت : الأوزاعي ، فبعث إليه ، فأتاه ، فذكر له وهي مختدرة ، قال : فليقم خصمها فليتكلم بحجتها ، قال : فتكلّم خصمها بحجتها وعبد الوهّاب بحجته ، فقضى لها عليه ثم ودّعه مكانه وخرج ؛ فقال عبد الوهّاب لغلام له خذ هذه الثلاثمائة دينار فألحقه بها ، وقل له : استعن بهذه على رباطك ، فأدركه الغلام ، فقال الأوزاعي : اقرأ على الأمير السلام ورحمة الله ، وأعلمه أنه لو لم يبعث إلّا بدرهم لقبلته إن شاء الله ، ولكني حضرت محضرا أكره أن آخذ عليه جزاء ، فردّها.
قال : يقول عبد الوهّاب : وفّق الله هذا الشيخ في ردّها.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو العباس محمّد بن جعفر بن هشام النميري ، نا أبو عبد الله معاوية بن صالح الأشعري ، حدّثني نوح بن عمرو بن حويّ (٢) السّكسكي ، أخبرني محمّد بن أبان بن حوي أبو عتبة ، أخبرني الربيع بن حظيان قال :
كنت جالسا عند المنصور في قصر الفضل بن صالح بدمشق ، وهو مقبل عليّ يحدّثني ، إذا دخل الحاجب فقال : عبد الوهّاب بن إبراهيم بالباب ، فقال : يدخل ابن الفاعلة ، وبيد المنصور قضيب ، قال : فلمّا سمعت ذلك قمت ، فأمرني بالجلوس ، فجلست ، ودخل عبد الوهّاب ، فسلّم ، فقال : لا سلّم الله عليك يا ابن الفاعلة ، فألقى عبد الوهّاب نفسه على ركبتيه وجعل يحبو (٣) إليه وهو يقول : يا ابن فلانة الفاعلة حتى انتهى إليه ، فألقى بقضيبه
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ١ / ١٣٨.
(٢) غير واضحة بالأصل وم ، والمثبت والضبط عن الاكمال ٢ / ٥٧٤.
(٣) الأصل : «يجثو» وفي م بدون إعجام ، والمثبت عن المختصر ١٥ / ٢٧١ وهو أشبه.