الحسن بن حمزة الهروي ، أنا أحمد بن نجدة ، نا سعيد بن منصور ، نا هشيم ، عن الشيباني ، أخبرني عمران بن كثير النّخعي.
أن عبيد الله بن الحر تزوّج جارية من قومه يقال لها الدرداء ، زوّجها إياه أبوها ، فانطلق عبيد الله فلحق بمعاوية فأطال الغيبة عن امرأته ، ومات أبو الجارية فزوّجها أهلها من رجل منهم يقال له عكرمة ، فبلغ ذلك عبيد الله ، فقدم فخاصمهم إلى عليّ فردّ عليه المرأة ، وكانت حاملا من عكرمة. فوضعها على يدي عدل ، فقالت المرأة لعلي : أنا أحقّ بمالي أو عبيد الله بن الحر؟ فقال : بل أنت أحق بذلك ، قالت : فاشهدوا أنّ كل ما كان لي على عكرمة من شيء من صداقي فهو له ، فلما وضعت ما في بطنها ردّها إلى عبيد الله بن الحرّ وألحق الولد بأبيه.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو سعد الجنزرودي (١) ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي أبو بكر ، نا علي بن حجر ، نا إسماعيل بن جعفر ، نا يزيد بن خصيفة بن يزيد بن عبد الله الكندي أن سليمان بن يسار أخبره.
أن عبيد الله بن الحرّ الجعفي خرج إلى معاوية حين كان بينه وبين علي ما كان ، فغدا ابن عمّ له على امرأته كانت أحبت الفتى فأنكحها رجلا من قومه ، وقال : قد فارقنا.
فذكر لي سليمان بن يسار : أن ابن الحرّ لما بلغه ذلك خرج حتى أتى عليا فقال له حين رآه : قد أتى لك يا ابن الحرّ ، فقال ابن الحرّ : إنّي والله ما رجعت إليك ، ولكن بلغني أنّ ابن عمّ لي سفيها أنكح امرأتي رجلا ، فوجعني ذلك ، وأنا أنشدك العدل فإنّي وإن كنت فارقت هواك لم أكفر بالله ، فزعم سليمان أن عليا قال له : ويحك هل لك أن يرضوك؟ قال : لا آخذ إلّا الحق ، فقال له علي حين فعل تلك فإنّي أقضي بأنّها إذا وضعت ذا بطنها أخذ الذي نكحها ولده وكانت امرأته إليك رداء ، فضعوها على يدي عدل حتى تنفس ، فقال الذي نكحها : فكيف بمالي؟ قال : فيما استحللت فرجها ، قال ابن الحرّ : فلمّا طلقت أو أخذها الطلق ، جلست بالباب حتى إذا ولدت أخذت ولدها بيدها ، فذهبت به.
قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد
__________________
(١) إعجامها مضطرب في م وتقرأ : الخبرزودي ، تصحيف.