أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
وأخبرنا أبو محمّد الحسين بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيلي.
قالا : أنا عبد الرّحمن بن أحمد (١) بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا الدوري ، نا سعيد بن عامر ، عن حزم بن أبي حزم ـ يعني القطعي ـ قال :
لما قدّم عمر بن عبد العزيز ابنه قام على قبره فقال :
ما زلت مسرورا بك منذ بشّرت بك ، وما كنت قط أسرّ لي منك اليوم.
ثم قال : اللهم اغفر لعبد الملك بن عمر ولمن استغفر له.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، قالا : أنا منصور بن الحسين ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة الحرّاني ، نا أبو يوسف الصّيدلاني ، نا إسماعيل بن عليّة ، نا زياد بن أبي حسان (٢).
أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك قال : لما سوّي عليه جعلوا في قبره خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه ، والأخرى عند رجليه ، فلما سوّي عليه قام على قبره وطاف به الناس ، فقال :
يرحمك الله يا بني ، قد كنت برا بأبيك ، وما زلت مذ وهبك الله لي بك مسرورا ، ولا والله ما كنت قط أشدّ سرورا ولا أرجى لحظي من الله فيك مذ وضعتك في المنزل الذي صيّرك الله إليه ، فرحمك الله ، وغفر لك ذنبك ، وتجاوز لك عن سيئة (٣) ، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخير من شاهد وغائب ، رضينا بقضاء الله ، وسلّمنا لأمره ، والحمد لله رب العالمين.
ثم انصرف.
قال : ونا أبو عروبة ، نا عمر بن عثمان ، نا خالد ، عن جعونة قال :
لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جعل يثني عليه ، فقال له مسلمة : لو بقي كنت تعهد إليه؟ قال : لا ، قال : ولم؟ وأنت تثني عليه؟ قال : أخاف أن يكون زيّن في عيني منه ، ما زين في عين الوالد من ولده (٤).
__________________
(١) «بن أحمد» ليس في م ، قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٢٦.
(٢) الخبر في سيرة عمر لابن الجوزي ص ٣٠٣ وفيه : زياد بن حسان.
(٣) «وتجاوز لك عن سيئة» مكانها في سيرة عمر : وجزاك بأحسن عملك.
(٤) قارن مع سيرة عمر لابن الجوزي ص ٣٠٣ وذكره من طريق حفص بن عمر.