أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، وأبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا جعفر بن محمّد بن الحسن ، قال : سمعت نصر بن علي يقول : سمعت الأصمعي يقول : من قال : إن الله عزوجل لا يرزق الحرام فهو كافر.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا الحسين بن علي الصّيمري ، نا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني الصولي ، أنا أبو العيناء قال : قال الجاحظ :
كان الأصمعي مانيا (٢) ، فقال له العباس بن رستم : لا والله ، ولكن نذكر حين جلست إليه تسأله ، فجعل يأخذ نعله بيده وهي مخصوفة بحرير ويقول : نعم قناع القدري ، نعم قناع القدري ، فعلمت أنه يعنيك فقمت.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو الحسين الفارسي ، أنا أبو سليمان الخطّابي ، حدثني محمّد بن معاذ ، أنا بعض أصحابنا ، عن أبي داود السّنجي ، قال (٣) : سمعت الأصمعي يقول : إنّ أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار» لأنه لم يكن يلحن ، فمهما رويت عنه ولحنت فيه كذبت عليه.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول : أخبرني المرزباني ، حدثني محمّد بن الفضل ، حدثني الرياشي قال :
مرّ الأصمعي برجل يدعو ويقول في دعائه : يا ذو الجلال والإكرام ، فقال له الأصمعي : يا هذا ما اسمك؟ فقال : ليث ، فقال الأصمعي :
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٤١٨ وتهذيب الكمال ١٢ / ٨٠.
(٢) في الأصل : «متأنيا» وفي م : «مباينا» والمثبت عن تاريخ بغداد ، وهذه النسبة إلى ماني ، فارسي قال أن العالم يقوم على : النور والظلمة ، وهما في صراع لا ينتهي إلا بانتهاء الدنيا.
وفي تهذيب الكمال : منانيا.
(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٢ / ٨٠ والذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٧٨.
والسنجي بكسر السين وسكون النون نسبة إلى سنج قرية من قرى مرو ، تبعد عنها سبعة فراسخ.