فلما قتله المسلمون جعل دمه يسيل فى الجفنة التي كان فيها شرابه ويقال إن رأسه سقط فيها أيضا. وقال بعض الرواة أن المغني بهذا البيت رجل ممن كان أغار خالد عليه من بنى تغلب مع ربيعة بن بجير.
وقال الواقدي : خرج خالد من سوى إلى الكواثل ثم أتى قرقيسيا فخرج إليه صاحبها فى خلق فتركه وانحاز إلى البر ومضى لوجهه وأتى خالد أركة ـ وهي أرك ـ فأغار على أهلها وحاصرهم ففتحها صلحا على شيء أخذه منهم للمسلمين ، وأتى دومة الجندل ففتحها ، ثم أتى قصم فصالحه بنو مشجعة ابن التيم بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وكتب لهم أمانا ، ثم أتى تدمر فامتنع أهلها وتحصنوا ثم طلبوا الأمان فأمنهم على أن يكونوا ذمة وعلى أن قروا المسلمين ورضخوا لهم ، ثم أتى القريتين فقاتله أهلها فظفر وغنم ، ثم أتى حوارين من سنير فأغار على مواشى أهلها فقاتلوه وقد جاءهم مدد أهل بعلبك وأهل بصرى وهي مدينة حوران فظفر بهم فسبى وقتل ، ثم أتى مرج راهط فأغار على غسان فى يوم فصحهم وهم نصارى فسبى وقتل ، ووجه خالد بسر بن أبى أرطاة العامري من قريش وحبيب بن مسلمة الفهري إلى غوطة دمشق فأغارا على قرى من قراها ، وصار خالد إلى الثنية التي تعرف بثنية العقاب بدمشق فوقف عليها ساعة ناشرا رايته وهي راية كانت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم سوداء فسميت ثنية العقاب يومئذ والعرب تسمى الراية عقابا ، وقوم يقولون : إنها سميت بعقاب من الطير كانت ساقطة عليها ، والخبر الأول أصح ، وسمعت من يقول : كان هناك مثال عقاب من حجارة وليس ذلك بشيء ، قالوا : ونزل خالد بالباب الشرقي من دمشق ، ويقال : بل نزل بباب الجابية فأخرج إليه اسقف دمشق نزلا وخدمة فقال. احفظ لى هذا العهد فوعده بذلك ، ثم سار خالد حتى انتهى إلى المسلمين وهم بقناة بصرى