زيت وخل وعسل ، فلما ولى معاوية جعل ذلك جزية عليهم ثم أنهم فتحوا أبواب المدينة وأقاموا للمسلمين سوقا على باب الرها فكتب لهم عياض.
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما أعطى عياض بن غنم أهل الرقة يوم دخلها أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم لا تخرب ولا تسكن إذا أعطوا الجزية التي عليهم ولم يحدثوا مغيلة وعلى أن لا يحدثوا كنيسة ولا بيعة ولا يظهروا ناقوسا ولا باعوثا ولا صليبا شهد الله (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) وختم عياض بخاتمه.
ويقال : إن عياضا ألزم كل حالم من أهل الرقة أربعة دنانير والثبت أن عمر كتب بعد إلى عمير بن سعد وهو واليه ان ألزم كل امرئ منهم أربعة دنانير كما ألزم أهل الذهب.
قالوا : ثم سار عياض إلى حران فنزل بأجدى وبعث مقدمته فأغلق أهل حران أبوابها دونهم ثم اتبعهم ، فلما نزل بها بعث إليه الحرنانية من أهلها يعلمونه أن فى أيديهم طائفة من المدينة ويسئلونه أن يصير إلى الرها فما صالحوه عليه من شيء قنعوا به وخلوا بينه وبين النصارى حتى يصيروا إليه وبلغ النصارى ذلك فأرسلوا إليه بالرضى بما عرض الحرنانية وبذلوا فأتى الرها وقد جمع له أهلها فرموا المسلمين ساعة ، ثم خرجت مقاتلتهم فهزمهم المسلمون حتى ألجئوهم إلى المدينة فلم ينشبوا إن طلبوا الصلح والأمان ، فأجابهم عياض إليه وكتب لهم كتابا نسخته.
بسم الله الرحمن الرحيم : هذا كتاب من عياض بن غنم لأسقف الرها إنكم إن فتحتم لى باب المدينة على أن تؤدوا إلى عن كل رجل دينارا ومدى قمح فأنتم آمنون عن أنفسكم وأموالكم ومن تبعكم وعليكم إرشاد الضال وإصلاح الجسور والطرق ونصيحة المسلمين «شهد الله وكفى بالله شهيدا».