عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب بن لؤي بن غالب ، وكان من دون الاسكندرية من الروم والقبط قد تجمعوا له ، وقالوا : نغزوه بالفسطاط قبل أن يبلغنا ويروم الاسكندرية فلقيهم بالكريون فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وكان فيهم من أهل سخا وبلهبت والخيس وسلطيس وغيرهم قوم رفدوهم وأعانوهم ، ثم سار عمرو حتى انتهى إلى الاسكندرية فوجد أهلها معدين لقتاله إلا أن القبط فى ذلك يحبون الموادعة ، فأرسل إليه المقوقس يسأله الصلح والمهادنة إلى مدة فأبى عمرو ذلك ، فأمر المقوقس النساء أن يقمن على سور المدينة مقبلات بوجوههن إلى داخله ، وأقام الرجال فى السلاح مقبلين بوجوههم إلى المسلمين ليرهبهم بذلك ، فأرسل إليه عمرو إنا قد رأينا ما صنعت وما بالكثرة غلبنا من غلبنا فقد لقينا هرقل ملككم فكان من أمره ما كان ، فقال المقوقس لأصحابه : قد صدق هؤلاء القوم أخرجوا ملكنا من دار مملكته حتى أدخلوه القسطنطينية فنحن أولى بالإذعان ، فأغلظوا له القول وأبوا إلا المحاربة ، فقاتلهم المسلمون قتالا شديدا وحصروهم ثلاثة أشهر ، ثم أن عمرا فتحها بالسيف وغنم ما فيها واستبقى أهلها ولم يقتل ولم يسب وجعلهم ذمة كاهل اليونة ، فكتب إلى عمر بالفتح مع معاوية بن خديج الكندي ثم السكوني وبعث إليه معه بالخمس.
ويقال : أن المقوقس صالح عمرا على ثلاثة عشر ألف دينار على أن يخرج من الاسكندرية من أراد الخروج ويقيم بها من أحب المقام وعلى أن يفرض على كل حالم من القبط دينارين فكتب لهم بذلك كتابا ، ثم أن عمرو بن العاصي استخلف على الاسكندرية عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدى بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي فى رابطة من المسلمين وانصرف إلى الفسطاط ، وكتب الروم إلى قسطنطين بن هرقل ، وهو كان