بين القادسية والعذيب ثم اشتد وجعه فحمل إلى قومه فمات فيهم ، وتزوج سعد امرأته.
قال الواقدي : توفى المثنى قبل نزول رستم القادسية ، قالوا : وأقبل رستم وهو من أهل الري ، ويقال بل هو من أهل همذان فنزل برس ، ثم سار فأقام بين الحيرة والسيلحين أربعة أشهر لا يقدم على المسلمين ولا يقاتلهم والمسلمون معسكرون بين العذيب والقادسية ، وقدم رستم ذا الحاجب فكان معسكرا بطيزناباذ ، وكان المشركون زهاء مائة ألف وعشرين ألفا ومعهم ثلاثون فيلا وروايتهم العظمى التي تدعى درفش كابيان ، وكان جمع المسلمون ما بين تسعة آلاف إلى عشرة آلاف فإذا احتاجوا إلى العلف والطعام أخرجوا خيولا فى البر فأغارت على أسفل الفرات ، وكان عمر يبعث إليهم من المدينة الغنم والجزر ، قالوا : وكانت البصرة قد مصرت فيما بين يوم النخيلة ويوم القادسية مصرها عتبة بن غزوان ، ثم استأذن للحج وخلف المغيرة بن شعبة فكتب عمر بعهده فلم يلبث أن قرف بما قرف به فولى أبا موسى البصرة وأشخص المغيرة إلى المدينة ، ثم أن عمر رده ومن شهد عليه إلى البصرة ، فلما حضر يوم القادسية كتب عمر إلى أبى موسى يأمره بإمداد سعد فأمده بالغيرة فى ثمانمائة ويقال فى أربعمائة فشهدها ثم شخص إلى المدينة فكتب عمر إلى أبى عبيدة بن الجراح فأمد سعدا بقيس ابن هبيرة بن المكشوح المرادي ، فيقال : أنه شهد القادسية ، ويقال : بل قدم على المسلمين وقد فرغ من حربها وكان قيس فى سبعمائة.
وكان يوم القادسية فى آخر سنة ست عشرة ، وقد قبل أن الذي أمدى سعدا بالمغيرة عتبة بن غزوان وأن المغيرة إنما ولى البصرة بعد قدومه من القادسية وأن عمر لم يخرجه من المدينة حين أشخصه إليها لما قرف به إلا واليا على الكوفة.