فاتبعناهم ثم انتهينا إلى دجلة ، فقال المسلمون : ما تنتظرون بهذه النطفة أن نخوضها فخضناها فهزمناهم.
حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن ابن أبى سبرة عن ابن عجلان عن أبان بن صالح ، قال : لما انهزمت الفرس من القادسية قدم فلهم المدائن فانتهى المسلمون إلى دجلة وهي تطفح بماء لم ير مثله قط وإذا الفرس قد رفعوا السفن والمعابر إلى الجيزة الشرقية وحرقوا الجسر فاغتم سعد والمسلمون إذ لم يجدوا إلى العبور سبيلا. فانتدب رجل من المسلمين فسبح فرسه وعبر فسبح المسلمون ، ثم أمروا أصحاب السفن فعبروا الأثقال. فقالت الفرس : والله ما تقاتلون إلا جنا فانهزموا.
حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن عوانة بن الحكم وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : حدثني أبو عمرو بن العلاء ، قالا : وجه سعد بن أبى وقاص خالد بن عرفطة على مقدمته فلم يرد سعد حتى فتح خالد ساباط ، ثم قدم فأقام على الرومية حتى صالح أهلها على أن يجلو من أحب منهم ويقيم من أقام على الطاعة والمناصحة وأداء الخراج ودلاله المسلمين ولا ينطووا لهم على غش ولم يجد معابر فدل على مخاضة عند قرية الصيادين فأخاضوها الحيل فجعل الفرس يرمونهم فسلموا غير رجل من طيء يقال له سليل بن يزيد بن مالك السنبسي لم يصب يومئذ غيره.
حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني من أثق به عن المجالد بن سعيد عن الشعبي إنه قال : أخذ المسلمون يوم المدائن جواري من جواري كسرى جيء بهن من الآفاق فكن تصنعن له فكانت أمى إحداهن ، قال : وجعل المسلمون يأخذون الكافور يومئذ فيلقونه فى قدورهم ويظنونه ملحا ، قال الواقدي : كان فراغ سعد من المدائن وجلولاء فى سنة ست عشرة.