المنذر بن حسان بن ضرار أحد بنى مالك بن زيد شرك فى دم مهران يوم النخيلة ، قالوا فلما انصرف عروة بعث حذيفة على جيشه سلمة بن عمرو بن ضرار الضبي ويقال البراء بن عازب وقد كانت وقعة عروة كسرت الديلم وأهل الري فأناخ على حصن الفرخان بن الزينبدى والعرب تسميه الزينبي وكان يدعى عارين فصالحه ابن الزينبي بعد قتال على أن يكونوا ذمة يؤدون الجزية والخراج وأعطاه عن أهل الري وقومس خمسمائة ألف على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يهدم لهم بيت ناري ، وأن يكونوا أسوة أهل نهاوند فى خراجهم ، وصالحه أيضا عن أهل دستى الرازي وكانت دستبى قسمين قسما رازيا وقسما همذانيا.
ووجه سليمان بن عمرو الضبي ويقال البراء بن عازب إلى قومس خيلا فلم يمتنعوا وفتحوا أبواب الدامغان ، ثم لما عزل عمر بن الخطاب عمارا وولى المغيرة بن شعبة الكوفة ولى المغيرة بن شعبة كثير بن شهاب الحارثي الري ودستبى ، وكان لكثير أثر جميل يوم القادسية ، فلما صاروا إلى الري وجد أهلها قد نقضوا فقاتلهم حتى رجعوا إلى الطاعة وأذعنوا بالخراج والجزية وغزا الديلم فأوقع بهم وغزا الببر والطيلسان.
فحدثني حفص بن عمر العمرى عن الهيثم بن عدى عن ابن عياش الهمذاني وغيره أن كثير بن شهاب كان على الري ودستبى وقزوين ، وكان جميلا حازما مقعدا فكان يقول ما من مقعد إلا وهو عيال على أهله سواي ، وكان إذا ركب ثابت سويقتيه كالمحراثين ، وكان إذا غزا أخذ كل امرئ ممن معه بترس ودرع وبيضة ومسلة وخمس أبر وخيوط كتان وبمخفف ومقراض ومخلاة وتليسة ، وكان بخيلا ، وكانت له جفنة توضع بين يديه فإذا جاءه إنسان قال : لا أبا لك أكانت لك علينا عين ، وقال يوما يا غلام أطعمنا فقال : ما عندي