قتيبة ترك هؤلاء وهم فى بيضة العرب وأراد غزو الصين أو قال وغزا الصين وخلف يزيد على خراسان مخلد بن يزيد.
قال : فلما صار إلى جرجان وجد صول قد نزل فى البحيرة فحصره ستة أشهر وقاتله مرارا فطلب الصلح على أن يؤمنه على نفسه وماله وثلاثمائة من أهل بيته ويدفع إليه البحيرة بما فيها فصالحه ، ثم سار إلى طبرستان واستعمل دهستان والبياسان عبد الله بن معمر اليشكري وهو فى أربعة آلاف ، ووجه ابنه خالد بن يزيد وأخاه أبا عيينة بن المهلب إلى الأصبهبذ وهزمهما حتى ألحقهما بعسكر يزيد وكتب الأصبهبذ إلى المرزبان ـ ويقال المروزبان ـ إنا قد قتلنا أصحاب يزيد فاقتل من قبلك من العرب فقتل عبد الله بن معمر اليشكري ومن معه وهم غارون فى منازلهم ، وبلغ الخبر يزيد فوجه حيان مولى مصقلة وهو من سبى الديلم فقال للأصبهبذ : إنى رجل منك وإليك وأن فرق الدين بيننا ولست بآمن أن يأتيك من قبل أمير المؤمنين ومن جيوش خراسان مالا قبل لك به ولا قوام لك معه ، وقد رزت لك يزيد فوجدته سريعا إلى الصلح فصالحه ، ولم يزل يخدعه حتى صالح يزيد على سبعمائة ألف درهم وأربعمائة وقر زعفرانا ، فقال له الأصبهبذ : العشرة وزن ستة فقال : لا ، ولكن وزن سبعة فأبى ، فقال حيان : أنا أتحمل فضل ما بين الوزنين فتحمله وكان حيان من أنبل الموالي وسرواتهم وكان يكنى أبا معمر.
قال المدائني : بلغ يزيد نكث أهل جرجان وغدرهم فسار يريدها ثانية ، فلما بلغ المرزبان مسيره أتى وجاه فتحصن بها وحولها غياض واشب فنزل عليها سبعة أشهر لا يقدر منها على شيء وقاتلوه مرارا ونصب المنجنيق عليها ، ثم أن رجلا دلهم على طريق إلى قلعتهم وقال : لا بد من سلم جلود فعقد يزيد لجهم بن زحر الجعفي ، وقال : إن غلبت على الحياة فلا تغلبن على الموت ، وأمر