أنه أتى نهر المرأة ففتح القصر صلحا صالحه عنه النوشجان بن جسنسما والمرأة صاحبة القصر كامن دار بنت نرسى وهي ابنة عم النوشجان ، وإنما سميت المرأة لأن أبا موسى الأشعرى كان نزل بها فزودته خبيصا فجعل يقول : أطعمونا من دقيق المرأة ، وكان محمد بن عمر الواقدي ينكر أن يكون خالد بن الوليد أتى البصرة حين فرغ من أمر أهل اليمامة والبحرين ويقول : قدم المدينة ثم سار منها إلى العراق على طريق فيد والثعلبية والله أعلم.
قالوا : فلما بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة وما يصنع بالبصرة رأى أن يوليها رجلا من قبله ، فولاها عتبة بن غزوان بن جابر ابن وهب بن نسيب أحد بنى مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة وهو حليف بنى نوفل بن عبد مناف ، وكان من المهاجرين الأولين ، وقال له : أن الحيرة قد فتحت وقتل عظيم من العجم يعنى مهران ووطئت خيل المسلمين أرض بابل فصر إلى ناحية البصرة وأشغل من هناك من أهل الأهواز وفارس وميسان عن إمداد إخوانهم على إخوانك ، فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة ومن معه من بكر بن وائل وبنى تميم ، وكانت بالبصرة سبع دساكر اثنتان بالخريبة واثنتان بالزابوقة ، وثلاث فى موضع دار الأزد اليوم ، ففرق عتبة أصحابه فيها ونزل هو بالخريبة وكانت مسلحة للأعاجم ففتحها خالد بن الوليد فخلت منهم وكتب عتبة إلى عمر يعلمه نزوله وأصحابه بحيث نزلوا ، فكتب إليه يأمره بأن ينزلهم موضعا قريبا من الماء والمرعى فأقبل إلى موضع البصرة ، قال أبو مخنف وكانت ذات حصى وحجارة سود فقيل أنها بصرة ، وقيل أنهم إنما سموها بصرة لرخاوة أرضها.
قالوا : وضربوا بها الخيام والقباب والفساطيط ولم يكن لهم بناء وأمد