ما اجتمع إليك من مال ولا تمسك منه شيئا ، وقال عثمان : أرى مالا كثيرا يسع الناس وأن لم يحصوا حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ حسبت أن ينتشر الأمر فقال له الوليد بن هشام بن المغيرة : قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا وجندوا جندا فدون ديوانا وجند جندا ، فأخذ بقوله فدعا عقيل ابن أبى طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم ، وكانوا من لسان قريش فقال : اكتبوا الناس على منازلهم فبدءوا ببني هاشم ، اتبعوهم أبا بكر وقومه ثم عمر وقومه على الخلافة ، فلما نظر إليه عمر ، قال : وددت والله أنه هكذا ولكن ابدءوا بقرابة النبي صلىاللهعليهوسلم الأقرب فالأقرب حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله تعالى ، محمد عن الواقدي عن أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده ، قال : جاءت بنو عدى إلى عمر فقالوا : أنت خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخليفة أبى بكر ، وأبو بكر خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلو جعلت نفسك حيث جعلك هؤلاء القوم الذين كتبوا.
قال : بخ بخ بنى عدى أردتم الاكل على ظهري وأن أهب حسناتي لكم : لا والله حتى تأتيكم الدعوة ، وأن يطبق عليكم الدفتر ـ يعنى ولو أن تكتبوا آخر الناس أن لى صاحبين سلكا طريقا فإن خالفتهما خولف أبى ، والله ما أدركنا الفضل فى الدنيا وما نرجو الثواب على عملنا إلا بمحمد صلىاللهعليهوسلم فهو شرفنا وقومه أشرف العرب ثم الأقرب فالأقرب ، والله لئن جاءت الأعاجم بعمل وجئنا بغير عمل لهم أولى بمحمد منا يوم القيامة ، فان من قصر به عمله لم يسرع به نسبه ، محمد بن سعد عن الواقدي عن محمد ابن عبد الله عن الزهري عن سعيد عن قوم آخرين سماهم الواقدي ، دخل حديث بعضهم فى حديث بعض ، قالوا : لما أجمع عمر على تدوين الديوان وذلك فى المحرم سنة عشرين بدأ ببني هاشم فى الدعوة ، ثم الأقرب فالأقرب برسول الله