وأسماء الشهور اعتقدوا فيها مثل ذلك وهي : فروردين ماه ، ارد بهشت ماه (١) ، خرداد ماه ، تير ماه ، مرداد ماه ، شهرير ماه ، مهر ماه ، ابان ماه ، آذر ماه ، دي ماه ، بهمن ماه ، اسفنديارمذماه.
وزعموا أنّ هرمز هو اسم الملك الذي يدبر أوّل يوم من الشّهر ، وبهمن اسم الملك الذي يدبر اليوم الثّاني.
وكذلك الأسامي كلّها وسمّوا أيضا الأيام اللّواحق بأسماء الملائكة الذين زعموا أنهم يدبرونها وهي : خونوذكاه ، واستوذكاه ، واسفيذكاه ، ومشتحزكاه ، وشتكاه. وقالوا إنّ كبسنا في كلّ أربع سنين يوما فجعلنا اللواحق ستة أيام في هذا اليوم بلا مدبر ، وسقط أول يوم من آذر ماه واستوحش هرمزد وقدر أنهم يقصدونه ثم كانوا يكبسون في كلّ مائة وعشرين سنة شهرا واحدا ليسوّوا بين الملائكة ، ولا يستوحش أحد منهم وتصير سنتهم في تلك السنة ثلاث مائة وخمسة وتسعين يوما وكانوا على ذلك إلى أن انقضت دولة الفرس ولم يكن فيهم من يمكنه فعل ذلك إلى أن كبس المعتضد مقدار ما كان قد مضى من سنة الكبيسة لكل أربع سنين يوما واحدا وجعل النّيروز اليوم الحادي عشر من حزيران وفيه يقول الشاعر مادحا له شعرا :
يوم نيروزك يوم |
|
واحد لا يتأخّر |
من حزيران يوافي |
|
أبدا في أحد عشر |
ووضع الكبيسة على رسم الرّوم ولا يعمل ذلك إلا ببغداد ، فإنّهم يجعلون أوّل سنتهم في التقويم يوم النّيروز المعتضدي ، ويستعمل في سائر البلدان النّيروز القديم.
وذكر هذا الإنسان وهو أبو الحسين الصّوفي أنّ العرب كانت تكبس أيضا. ثم ذكر النسيء من قول الله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) [سورة التوبة ، الآية : ٣٧] وقد تقدّم القول على ما قاله فيما مضى وبينّا من تفسير الآية والأخبار المرويّة ما أغنى.
واعلم أنّ العرب لا تذهب في تحديد أوقات الأزمنة إلى ما يذهب إليه سائر الأمم ، وتجعل أوّل عدد الأزمنة في تحديد أوقاتها ، إلى ما يعرف في أوطانها من إقبال الحرّ والبرد ، وإدبارهما ، وطلوع النّبات واكتهاله وهيج الكلاء ويبسه ، ويذهب في عدد الأزمنة إلى الابتداء بفصل الخريف وتسمية الربيع لأنّ أول الرّبيع وهو المطر يكون فيه ـ ثم يكون بعده فصل الشّتاء ـ ثم يكون بعده فصل الصّيف ـ وهو الذي يسميه النّاس الرّبيع ويأتي فيه الأنوار. وإنما
__________________
(١) في صبح الأعشى : أرديبهشتماه.