الجوزاء ، وقد يقال للدّابرة يكون الشّق الفرس الهقعة ، وهي تكره ، يقال فرس مهقوع.
(٦) وأمّا الهنعة : فكوكبان بينهما قيد سوط ، وهما على أثر الهقعة ولتقاصرها عنها سمّيت الهنعة. والذراع المبسوطة بينهما منحطة عنهما ويقال : أكمة هنعا إذا كانت قصيرة ، وتهانع الطّائر إذا كان طويل العنق فقصّرها.
وقال ابن كناسة : يقال للهنعة الزّرق الميسان ، فإنّما ينزل القمر بالتّحايي وهي كواكب ثلاثة بإزاء الهنعة والواحدة منها تحياة.
(٧) وأمّا الذراع فهي ذراع الأسد المقبوضة ، وللأسد ذراعان مقبوضة ومبسوطة ، (فالمقبوضة) منهما هي اليسرى ، وهي الجنوبية ، وبها ينزل القمر وسمّيت (مقبوضة) لتقدّم الأخرى عليها ، والمبسوطة منهما هي اليمنى وهي الشّمالية ، وكلّ صورة من نظم الكواكب فميامنها مما يلي الشّمال ومياسرها مما يلي الجنوب ، لأنّها تطلع بصدورها ناظرة إلى المغارب فالشّمال على أيمانها ، والجنوب على أيسارها. وقد فهم ذلك القائل والنّجوم التي تتابع باللّيل وفيها ذات اليمين ، ازورارها على أيمانها إطافة منها بالقطب.
وقال أبو حنيفة : أنت ترى الكوكب يدرأ من مطلعه من الأفق الشّرقي فلا يستقيم مضيئه إلى مقابل مطلعه من الأفق الغربي في المنظر ، ولكن تراه يتجانف إلى القطب ، ولذلك قال الشاعر شعرا :
وعاندت الثّريا بعد هدء |
|
معاندة لها العيّوق جار |
لأنّها تركت القصد في المنظر ، فذلك معاندتها ، وعلّة ذلك ما بيّنه الكميت في قوله :
مالت إليه طلانا (١) واستطيف به |
|
كما تطيف نجوم اللّيل بالقطب |
وأحد كوكبي الذراع المقبوضة هي الشّعرى الغميصاء ، وهي تقابل الشّعرى العبور ، والمجرّة بينهما وقد تكبر يقال الغمصاء ، قال أبو عمر وهي الغميصاء والغموص ويقال لكوكبها الأحمر الشّمالي المرزم ، مرزم الذّراع وهما مرزمان هذا أحدهما ، والآخر في الجوزاء قال :
ونائحة صوتها رابع |
|
بعثن إذ أخفق المرزم |
ويروى إذا ارتفع المرزم فهذا المرزم هو الذي في الذّراع ، لأنّ مرزم الجوزاء لا نوء له ، وليست من المنازل ، وقد ذكرا جميعا بالنّوء على ذكر الشّعريين والسّماكين. قال جدار :
__________________
(١) الطّلا : بالفتح ولد الظبي ساعة يولد ، والصغير من كل شيء.