(١٣) وأمّا العوّاء فإنّ ابن كناسة جعلها أربعة أنجم ، وهي خمسة لمن شاء ومن شاء ترك واحدا إلا أنّ خلقتها خلقة كتاب الكاف غير مشقوقة ، وليست نيّرة وهي على أثر الصرفة ، وزعم أبو يحيى أنها سميّت العوّاء بالكوكب الرّابع الشّمالي منها ، وإذا عزلت عنها هذا الكوكب الرّابع كانت الباقية مثفاة الخلقة وهم يجعلون العوّاء وركي الأسد ، وأحسب هؤلاء تأوّلوا اسمها ، والمحاش حشوة البطن والعوّاء تمد وتقصر ، قال الرّاعي :
ولم يسكنوها الجزء حتّى أظلّها |
|
سحاب من العوّا وثابت غيومها |
ويقال لها عوّاء البرد ، يزعمون أنّها إذا طلعت أو سقطت أتت ببرد.
(١٤) وأما السّماك فهما سماكا الأعزل ، والقمر ينزل به ولا ينزل بالآخر وهو الرّامح وسمّي رامحا لكوكب صغير بين يديه يقال له : راية السّماك وبه سمّي رامحا ، ويسمّى الآخر الأعزل ، لأنه لا شيء بين يديه كأنه لا سلاح معه وقال كعب بن زهير شعرا :
فلمّا استدار الفرقدان زجرتها |
|
وهبّ سماك ذو سلاح وأعزل |
وقال الطّرمّاح :
محاهن صيب نوء الرّبيع |
|
من الأنجم العزل والرّامحة |
وهم يجعلون السّماكين ساقي الأسد ، وأحد السّماكين جنوبي ، وهو الأعزل والآخر وهو الرّامح شمالي ، وقال ابن كناسة : ربما عدل القمر فنزل بعجز الأسد ، وهي أربعة كواكب ، بين يدي السّماك الأعزل ، منحدرة عنه في الجنوب ، وهي مربعة على صورة النّعش ، ويقال لها : عرش السّماك ، وتسمّى أيضا الأحمال ، وتسمّى الجناء ، وهم يجعلون لها حظا في الأنواء ، قال ابن أحمر يصف ثورا :
باتت عليه ليلة عرشية |
|
شربت وبات إلى نعي متهدّدا |
شربت لجت ، والمتهدّد المتهدّم ، لا تماسك لمحضره وكان المنجّمون يسمّون السّماك الأعزل السّنبلة لسموكه ، سمّي سماكا وإن كان كلّ كوكب قد سمك فهو كقولهم الدّبران.
(١٥) وأمّا الغفر : فثلاثة كواكب بين زباني العقرب ، وبين السّماك الأعزل خفية على خلفه العوّاء. قال ذو الرّمة :
فلمّا مضى نوء الثّريّا وأخلفت |
|
هواد من الجوزاء وانغمس الغفر |
والعرب تقول خير منزلة في الأيد بين الزّباني والأسد ، يعنون الغفر ، لأنّ السّماك