علمائنا تفسير أو ذكر بعضهم أنّه يضرب بالخنان المثل في البلاء والشّدة ، لأنّ البعير إذا خنّ كوي ناظراه ، وهما عرقان. قال :
قليلة لحم النّاظرين يزينها |
|
شباب ومخفوض من العيش بارد |
يصف امرأة وعلى هذا تفسير بيت جرير : وأكوي النّاظرين من الخنان : أي من داء الكبر ، ويكون كقوله : يداوي به الصّاد الذي في النّواظر.
وذكر بعضهم : خنّ في الأكل : أسرف ، ونحن في خنان من العيش ، وسنة مخنة أي مخصبة ، وقد أخنت ، وعشب أخنّ أي ملتف. قال الشيخ : وهذا الذي فسّرناه أخيرا يصلح أن يصرف زمن الخنان إلى الخير والسّعة أيضا ، إلا أنّ ما أنشده الأصمعيّ ورواه يدل على خلافه ، وذكر بعضهم أنّ الخنان أصله أنّ رجلا من العرب غزا قوما في الجاهلية ، فلما فرّق الغارة فيهم قال : خنوهم بالسّيوف ، فشهر يومه بزمن الخنان ، وفسّر خنوهم ، على نذودهم.
واعلم أنّ القبائل مختلفة ولم أذكرها لقلّة فوائدها ، وإن كان قطرب وغيره دوّنوها في كتبهم في الأزمنة وأسماء آلهتهم كيغوث ومناة ويعوق ونسر وهبل وما أشبهها ، وذكر مطافهم ودورهم وما يتعلق بأيّامهم وأعيادهم وأسواقهم تجاوزتها لأنّ ما نعيد منها لا تحلّ به في موضعه من الكتاب وتطويل الكلام بما ليس من الموضوع في الأصل مرفوض في مصنّفاتنا.