كأنّ رجليه سماكان من عشر |
|
ثقبان لم يتفش عنهما النّجب |
وبين يدي السّماك الأعزل أربعة كواكب على صورة النّعش يقال لها : عرش السّماك ويسمّى الخباء. وقال بعضهم : هو عرش الثّريا يقال : باتت عليه ليلة عرشية قال ابن أحمر شعرا :
باتت عليه ليلة عرشية |
|
شريت وبات إلى نفا متهدّد |
شربت أي لجّت في المطر ومتهدّد أي متهدّم لا يتماسك.
الغفرة وهي ثلاثة كواكب بين زباني العقرب وبين السّماك الأعزل خفية على خلقة العوّاء. والعرب تقول : خير منزلة في الأبد بين الزّباني والأسد تعني الغفرة ، لأنّ السّماك عندهم من أعضاء الأسد ، فقالوا : ثلاثة من الأسد ما لا يضرّه الذئب يدفع عنه الأظفار والأنياب ، وثلاثة من العقرب ما لا يضرّ الزّباني لدفع عنه الحمة ، وهو من الغفرة وهو الشّعر الذي في طرف ذنب الأسد. وقيل سميّت الغفرة لأنّها كأنّها ينقص ضوؤها ، ويقال غفرت الشيء إذا غطّيته فيكون على هذا في معنى مفعول ، ويقول : شر النّتاج ما كان بعد سقوط الغفرة ، ويعدّون ليلة نزول القمر به سعدا ، ونوؤه ثلاث ليال ، وقيل بل نوؤه ليلة وأنشد :
فلما مضى نوء الثّريا وأخلفت |
|
هواد من الجوزاء وانغمس الغفر |
الزّباني (١) وسمّي زباني العرب وهما قرناها ، كوكبان وهو مأخوذ من الزّبن وهو الدّفع ، وكلّ واحد منهما عن صاحبه غير مقارن لها ونوؤها ثلاث ليال وتهبّ معه البوارح وأنشد :
ورفرفت الزّباني من بوارحها |
|
هيف أنشّت به الأصناع والخبر |
الأصناع محابس الماء والخبر جمع خبرة وهي أرض بها السّدر ويدفع فيه الماء.
الإكليل وهي ثلاثة كواكب مصطفة على رأس العقرب ولذلك سمّيت الإكليل وكأنّه من التّكلل وهو الإحاطة ، ومنه الكلالة في النّسب ونوؤه أربع ليال ، وهو من العقرب وأنشد نجران العود يصف رفقاءه :
مطرفين على مثنى أيامنهم |
|
راموا النّزول وقد غاب الأكاليل |
جمع الإكليل كأنّه جعل كلّ كوكب إكليلا ثم جمعه.
القلب : وهو كوكب أحمر نيّر سمّي القلب لأنّه في قلب العقرب ، وأوّل النتاج بالبادية
__________________
(١) هو المنزل السادس عشر للقمر ، ١٢ جواهر.