ويقال : أرمتهم السّنة والأرم القطع ، ويقال : اقتحمتهم السّنة أي حطّهم الجدب إلى الأمصار ، وقال آخر :
يا دهر ويحك فأولى ممّا ترى |
|
قد صرت كالقب الملح المعقر |
ويقال : دفت دافّة وهفت هافّة ، وهفت هافية ، وقذت قاذية إذا أتاهم قوم قد أقحمتهم السّنة من البدو ، قوله في البيت : فأولى مما ترى : أي ارحمني ، يقال : أويت له ماوية وأية أي : رفقت ، قوله : مما ترى أي مما يوجبه ويذهب إليه. وأنشد :
ظلم البطاح له انهلال حريصة |
|
وصفا النّطاف له بعيد المناح |
هذا رواية المفضل وغيره ، وفي رواية ابن الأعرابي : ظلم البطاح له هلال حريصة. قال : وهو مقلوب ، أراد حريصة هلال أي سحابة نشأت في أول ليلة من الشّهر. والحريصة : سحابة تحرص وجه الأرض : أي تقشر ، ومعنى انهلال حريصة انصبابها ، وظلمة البطاح أن تحرف إليها الطّين من غيرها وأنشد :
وله مكارم أرضها معلومة |
|
ذات الطّوى وله نجوم سمائها |
ذات الطّوى : سنة جدبة والطّوى الجوع ، ورجل طيان وانتصب ذات الطّوى على الظّرف. وقوله : وله نجوم سمائها. إذا أخلفت النّجوم فلم تمطر جار هذا الرّجل فكأنّه الأنواء ، وكأنّ الأنواء له ، وأنشد الطّوسي :
سقى المتدلّيات من الثّريا |
|
نوء الجوزاء أخت بني عديّ |
المتدلّيات سحابات دنت من الأرض ، ومطرها أكثر ، وصوبها أغزر.
قال الآخر : يكاد يدفعه من قام بالرّاح ، والجوزاء قيل : امرأة ، ونوؤها موضعها الذي سارت إليه يريد سقى هذا المطر الآتي بنوء الثّريا نوء الجوزاء أخت بني عدي ونوؤها : وجهتها التي تنوء بها ، وانجر أخت على البدل من الجوزاء والصفة.
ويقال : اغتفت السّنة بني فلان ، والغفة البلغة من العيش وأنشد الأصمعيّ إذ بعضهم يغتف جاره.
والجلبة : السّنة المجدبة وهي الجوع أيضا قال الهذلي :
من جلبة الجوع جيّار وأرزيز ، أبو عبيد خطر به الضّيق في المعاش والرفاغة والرّفاغية والرّفاهية والرّفهنية مثل البلهنية.
ويقال : هو في عيش أغضف ـ وأغزل ـ وأرغل ـ وأوطف ـ وأهدب ـ وأزب ـ