عمّ النّجوم ضوؤه حين بهر |
|
فغمض النّجم الّذي كان ازدهر |
وقال :
والقمر الباهر السّماء لقد |
|
زرنا كلانا بجحفل لجب |
ليلة عفراء : ليلة ثلاث عشرة. ويقال لها أيضا : ليلة السّواء ، وقال بعضهم : تسمّى بذلك لأنّ القمر يستوي فيها ، وهو قول الأصمعي ، وقال آخرون : لأنّه يستوي ليلها ونهارها. وقال : هي السّواء والغرّاء.
ويقال : أسفر القمر في أوّل ما يرى ضوؤه ، ولم يظهر بعد ، وأضاء القمر ، وقالوا : ليل أسفر ، وقالوا : امتحق القمر ، ولم يعرفوا فيه فعل يعني محق ، والاسم المحاق والمحاقة غداة يخفى عليك ، لأنّ الشّمس تغيبه عنك من أوّل نهارك قبل طلوعها ثم الاستسرار إلى أن يهلّ الهلال.
قال الأصمعي : المحاق أن يطلع القمر قبيل الشّمس في ضوئها ، فلا يزال ينمحق حتى يذهب. والسرّار : أن يطلع خلفها. وقال أبو عبيدة : العرب تقول : لليلة ميلاد القمر : ابن ليلته وأنشد :
كأنّ ابن ليلة طلع جانحا |
|
قسيط لدى الأفق من خنصر |
وقال أبو عبيدة : إنما قيل : ليلة البدر لأنّ القمر يبادر الشّمس أن يطلع ، قال الله تعالى : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [سورة يس ، الآية : ٤٠] أي يجرين في قطب المدار. وقال زهير :
لو كنت من شيء سوى بشر |
|
كنت المنوّر ليلة البدر |
قال أبو حاتم : قد روي عن ابن عباس هذا القول : إنّ القمر إنّما سمّي البدر لأنه يبادر أن يطلع ، ولا أظنّه إلا غلطا عليه ، إنّما البدر الممتلئ. ويقال : ليلة البدر ، وقمر بدر وأبدر القمر صار بدرا. قال الشّاعر :
ثم كشعة القمر البدر |
|
حقوق الأحشاء والكبد |
ويقال : غلام بدر إذا امتلأ شبابا قبل الاحتلام ، وجاء ببدرة أي سقاء ممتلئ لبنا.
قال أبو عبيدة : ثم سمّوا ليلة البدر ، وليلة النّصف ، وليلة السّواء وهي ليلة ثلاث عشرة البيض قال : ولم أسمع عربيّا سمّى شيئا منهنّ ولكن عدّوهنّ فلمّا بلغوا آخر الشّهر سمّوا ثلاثا منهنّ الدادي صفاة لشدّة ظلمتهنّ.