يدان بنا وابن اللّيالي كأنّه |
|
حسام جلت عنه العيون صقيل |
فما زال يغلو كلّ يوم شبابه |
|
إلى أن أتتك العيس وهو ضئيل |
والمعنى سرنا من أوّل الشّهر إلى آخره حتى انتهينا إليك. وأنشد ابن الأعرابي :
فلو كنت ليلا كنت ليلة صيف |
|
من المشرقات في موسّطة الشّهر |
ولو كنت ظلّا كنت ظلّ غمامة |
|
ولو كنت عرشا كنت تعريشة الفجر |
ولو كنت يوما كنت يوم سعادة |
|
يرى شمسه والمزن يهضب بالقطر |
وأنشدت عن نقطويه ، قال : أنشدني ثعلب عن ابن الأعرابي شعرا :
لو كنت ليلا من ليالي الشّهر |
|
كنت من البيض تمام البدر |
بيضاء لا يشقى به من يسري |
|
أو كنت ماء كنت غير كدر |
ماء سماء في صفاء من صخر |
|
أظلّه الله بعيض السدر |
فهو شفاء من غليل الصّدر |
وأنشدني حمزة بن الحسن قال : أنشدني علي بن سليمان عن المبرد :
وليل في جوانبه فضول |
|
على الآفاق أبهم غيبهان |
كأنّ نجومه دمع حبيس |
|
ترقرق بين أجفان الغواني |
قال أبو عمر الزّاهد : عرضت هذين البيتين على ثعلب ، فقال : البيت الثّاني مضاف إلى شعر الشّاعر وليس له. وقال جرير في قصّة الأيام :
ويوم كإبهام القطاة مزين |
|
إلى صباه غالب لي باطله |
وأنشد في مثله :
ظللنا عند دار أبي نعيم |
|
بيوم مثل سالفة الذّباب |
وأنشد أبو العباس ثعلب :
وسيّارة لم تسر في الأرض تبتغي |
|
محلّا ولم يقطع بها البيد قاطع |
سرت حيث لا تسري الرّكاب ولم ينخ |
|
لورد ولم يقصر لها القيد مانع |
تفتّح أبواب السّماء ودونها |
|
إذا ما ارتجت عنها المسامع سامع |
يعني دعوة مظلوم دعا الله تبارك وتعالى وأنشد في مثله شعرا :
خدنان لم يريا معا في منزل |
|
وكلاهما يجري به المقدار |
لونان شتّى يغشيان ملاءة |
|
تسفي عليه الرّيح والأمطار |