أنت لإحدى وعشرين؟ قال : كالقبس أطلع في غلس. قيل : فما أنت لاثنتين وعشرين؟ قال : أطيل السّرى ألا رأيت ما أرى. قيل : فما أنت لثلاث وعشرين؟ قال : أطلع في قتمة ولا أجلي الظّلمة. قيل : فما أنت لأربع وعشرين؟ قال : أرى في تلك اللّيالي لا قمر ولا هلال. قيل : فما أنت لخمس وعشرين؟ قال : دنا الأجل وانقطع الأمل. قيل : فما أنت لستّ وعشرين؟ قال : دنا ما دنا فليس يرى لي سناء. قيل : فما أنت لسبع وعشرين؟ قال : أطلع بكرا وأرى ظهرا. قيل : فما أنت لثمان وعشرين؟ قال : أسبق شعاع الشّمس ، وقيل : فما أنت لتسع وعشرين؟ قال : ضئيل صغير لا يراني إلا البصير. قيل : فما أنت لثلاثين؟ قال : هلال مستقبل.
ويقال : جئت لعقب الشّهر وعقبا له أي بعد ما يمضي ، وفي عقبه وعقبه إذا بقيت منه بقيّة.
ويقال : لا يفعل كذا إلّا عقبة القمر. وذلك إذا قارن الثّريا ويقارنها في السنّة مرّة وهو من المعاقبة ، وذلك إذا استوى اللّيل والنّهار ، وقيل : هو عودته إذا غاب وقال بعضهم في العقبة :
لا يطعم العسل والخطميّ لمته |
|
ولا الزّريرة إلّا عقبة القمر |
وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابي عن المسروحي قال :
لما رأيت الشّعراء أبدوا |
|
وكلّ شيء جمعوه عدّدوا |
حاجتهم ما ذو عصا مسند |
|
حيّ كميت عينه توقد |
سيد جمع حوله لم يولد |
(سيّد جمع) : يعني القمر والنّجوم حوله و (ذو عصا) قال جعل عصاه المجرّة و (مسند) : أي في السّماء ، وقيل أيضا : يسند إليه الشّهور والأيام و (حي كميت) أي يسير ولا روح له ومعنى (أبدوا) أتوا بالأوابد والدّواهي. وأنشد أبو زيد عن المفضل لرجل من بني سعد شعرا :
مهما يكن ريب المنون فإنّني |
|
أرى قمر اللّيل المعذّب كالفتى |
يهلّ صغيرا ثم يعظم قدره |
|
وصورته حتّى إذا هو ما استوى |
يقارب يخبو ضوؤه وشعاعه |
|
ويمصح حتّى يستسرّ فلا يرى |
كذلك زيد المرء ثم انتقاصه |
|
وتكراره في إثره بعد ما مضى |
(زيد المرء) زيادته. وقال آخر :