بين مطلع الشّرطين إلى القطب. (ومهبّ الشّمال) ما بين القطب إلى مسقط الشّرطين. (ومهبّ الدّبور) ما بين مسقط الشّرطين إلى القطب الأسفل. و (مهبّ الجنوب) ما بين القطب الأسفل إلى مطلع الشّرطين.
وحكي عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب أنه قال : الرّياح ستّ : القبول ، وهي : الصّبا ـ والدّبور ـ والشّمال ـ والجنوب ـ والنّكباء ـ وريح سادسة يقال لها محوة.
ثم فسّر ذلك فجعل ما بين المشرقين مخرج القبول وهي الصّبا. وجعل ما بين المغربين مخرج الدّبور. وجعل ما بين مشرق الصّيف إلى القطب مخرج النّكباء. وجعل ما بين القطب إلى مشرق الصّيف مخرج الشّمال ، وجعل ما بين مغرب الشّتاء إلى القطب الأسفل مخرج الجنوب. وجعل ما بين القطب الأسفل إلى مخرج الشّتاء مخرج محوة.
قال أبو يحيى : النّاس على قول خالد : فالقبول هي المشرقيّة لأنّها من قبل المشرق تجيء. قال :
إذا قلت هذا حين أسلو يشوقني |
|
نسيم الصّبا من حيث يطلع الفجر |
والدّبور : تناوحها وهي المغربيّة. قال أبو حنيفة ؛ وهاتان الرّيحان على ما ذكرنا في جميع الأرض.
فمهب الصّبا بكل بلد من قبل مشرقه. ومهبّ الدّبور من قبل مغربه.
وكذلك الرّيحان الآخران مهبّهما بكل بلد من جهة القطبين. فأما قولهم للجنوب اليمانية وللشّمال الشّامية فلأنّ مهبّهما كذلك هو بالحجاز ونجد فالشّمال تأتيهم من قبل الشّمال. والجنوب من قبل اليمن.
وليس ذلك بلازم لكل بلد لا يكون الشّمال ببلاد الرّوم شاميّة ولا الجنوب ببلاد الزّنج يمانيّة ، فاعلموا ويقال : هبّت الرّيح تهب هبوبا.
وحكي عن بعض العرب : أنّ الريح لشدّة الهبوب. ويقال : جنبت الرّيح تجنب جنوبا. ومن الشّمال شملت الرّيح تشمل شمولا. وصبت تصبو صبوا وصبا. وقبلت تقبل قبولا وقبلا. ودبرت تدبر دبورا.
ويقال في الشّمال : شمأل وشامل وشمل وشميل وشمول ، ويقال : هبّت الشّمال وهبّت شمالا ، وهبّت ريح الشّمال ، وهبت ريح شمال. قال جرير شعرا :
هبّت شمالا فذكرى ما ذكرتكم |
|
إلى الصّفا إلى شرقي حورانا |
وجعل قوله شمالا صفة ، ونصبه على الحال.